للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به عليهم. وَكَفى بِاللَّهِ عَلِيماً. أي: ليس أعلم منه بعباده، وبمن هو أهل الفضل. دلت الآية على أن ما يفعل الله بعباده، وما يوفقهم إليه، إنما هو فضله، وهو حجة على المعتزلة في نفي خلق الأفعال.

[فوائد]

١ - روى البخاري عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة» وكان في شكواه التي قبض فيها صلى الله عليه وسلم أخذته بحة شديدة فسمعته يقول: مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ. فعلمت أنه خير» قال ابن كثير: وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر «اللهم الرفيق الأعلى» ثلاثا ثم قضى، عليه أفضل الصلاة والتسليم.

٢ - روى الطبراني بإسناد لا بأس به عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي، وأحب إلي من أهلي، وأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك، فما أصبر حتى آتيك، فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة، رفعت مع النبيين، وإن دخلت الجنة خشيت ألا أراك، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت عليه وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ ... الآية.

٣ - وفي صحيح مسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي أنه قال: «كنت أبيت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سل، فقلت: يا رسول الله أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: أو غير ذلك؟ قلت هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود».

٤ - ثبت في الصحيح والمسانيد وغيرهما من طرق متواترة عن جماعة من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم، فقال: «المرء مع من أحب» قال أنس فما فرح المسلمون فرحهم بهذا الحديث. وفي رواية عن أنس أنه قال: إني لأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وأرجو أن الله يبعثني معهم، وإن لم أعمل كعملهم».

٥ - وقد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم معنى هذه الآية في حديث رواه ابن جرير:

«إن الأعلين ينحدرون إلى من هو أسفل منهم، فيجتمعون في رياض، فيذكرون ما أنعم الله عليهم، ويثنون عليه، وينزل لهم أهل الدرجات، فيسعون عليهم بما يشتهون،

<<  <  ج: ص:  >  >>