للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العالمين». وبمناسبة قوله تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ... يقول ابن كثير: «وفي الصحيح أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول: اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» أقول: إن في أذكار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وفي دعواته أعظم عرض للمعاني الإسلامية، وأعظم تطبيق لمعاني العبودية، والمعرفة لله، وأعظم تحقيق لأوامر الله كلها فليتأمل هذا وليفهم.

٣ - [كلام لصاحب الظلال حول آية قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ .. ]

عند قوله تعالى: قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يقول صاحب الظلال: «قضية واحدة محدّدة لا تقبل لينا ولا تميّعا .. إما إفراد الله سبحانه بالتوجّه والتلقي والطاعة والخضوع والعبادة والاستعانة؛ والإقرار له وحده بالحاكمية في كل أمر من هذه الأمور، ورفض إشراك غيره معه فيها؛ وولاء القلب والعمل، في الشعيرة والشريعة له وحده بلا شريك .. إما هذا كله فهو الإسلام .. وإما إشراك أحد من عباده معه في شئ من هذا كله فهو الشرك. الذي لا يجتمع في قلب واحد مع الإسلام».

[كلمة في السياق]

رأينا أن محور سورة الأنعام من سورة البقرة هو قوله تعالى: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ* هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وقد رأينا صلة المقطع الذي مرّ معنا بهذا المحور، فالمقطع عدا عن تعرضه لمعاني المحور، فإنّه قد ناقش الكافرين، ودلّهم على الطريق الصحيح للإيمان، وكل ذلك قد مرّت معنا تفصيلاته. وقد أشار محور السورة إلى قهر الله وحكمته وعلمه، فمن مظاهر قهر الله الموت والبعث، ومن مظاهر حكمة الله أن خلق الأرض وما فيها للإنسان، ومن مظاهر علم الله خلقه السموات والأرض على مثل هذا الإتقان، هذا كله قد أشارت إليه آيتا المحور، وبعد المقطع الأول من سورة الأنعام يأتي المقطع الثاني وبدايته: وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ونهايته: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ.

لاحظ الصلة بين بداية المقطع الثاني ونهايته، وبين المعاني الموجودة في البداية

<<  <  ج: ص:  >  >>