للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«وجود» الإنسان. من تطور الأنواع حتى انتهت إلى الإنسان. كما تقول الداروينية.

ووجود أطوار مترقية من الحيوان تتبع ترتيبا زمنيا- بدلالة الحفريات التي تعتمد عليها نظرية النشوء والارتقاء- هو مجرد نظرية «ظنية» وليست «يقينية» لأن تقدير أعمار الصخور ذاته في طبقات الأرض ليس إلا ظنا! مجرد فرض كتقدير أعمار النجوم من إشعاعها. وليس ما يمنع من ظهور فروض أخرى تعدلها أو تغيرها.

على أنه- على فرض العلم اليقيني بأعمار الصخور- ليس هناك ما يمنع من وجود «أنواع» من الحيوان في أزمان متوالية بعضها أرقى من بعض بفعل الظروف السائدة في

الأرض، ومدى ما تسمح به من وجود أنواع تلائم هذه الظروف السائدة، ثم انقراض بعضها حين تتغير الظروف السائدة بحيث لا تسمح لها بالحياة .. ولكن هذا لا «يحتم» أن يكون بعضها «متطورا» من بعض .. وحفريات دارون وما بعدها لا تستطيع أن تثبت أكثر من هذا .. لا تستطيع أن تثبت- في يقين مقطوع به- أن هذا النوع تطور تطورا عضويا من النوع الذي قبله من الناحية الزمنية- وفق شهادة الطبقة الصخرية التي يوجد فيها- ولكنها فقط تثبت أن هناك نوعا أرقى من النوع الذي قبله زمنيا ..

وهذا يمكن تعليله كما قلنا .. أن الظروف السائدة في الأرض كانت تسمح بوجود هذا النوع. فلما تغيرت صارت صالحة لنشأة نوع آخر فنشأ. ومساعدة على انقراض النوع الذي كان عائشا من قبل في الظروف الأخرى فانقرض.

وعندئذ تكون نشأة النوع الإنساني نشأة مستقلة، في الزمن الذي علم الله أن ظروف الأرض تسمح بالحياة والنمو والترقي لهذا النوع. وهذا ما تؤكده مجموعة النصوص القرآنية في نشأة البشرية.

وتفرد «الإنسان» من الناحية البيولوجية والفسيولوجية والعقلية والروحية. هذا التفرد الذي اضطر الداروينيون المحدثون- وفيهم الملحدون بالله كلية- للاعتراف به، دليل مرجح على تفرد النشأة الإنسانية، وعدم تداخلها مع الأنواع في تطور عضوي)

[فصل: في حكمة إنظار إبليس]

- لقد سأل إبليس النظرة قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ وقد أجيب إلى طلبه فما الحكمة في ذلك؟ في هذا الموضوع يقول صاحب الظلال:

(لقد أجيب إبليس إلى ملتمسه. لأن مشيئة الله- سبحانه- اقتضت أن يترك

<<  <  ج: ص:  >  >>