للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سفر التكوين من أسفار العهد القديم الإصحاح الحادي عشر (ولد تارح ابرام وناحور وهاران، وولد هاران لوطا) وتارح هو آزر وعلى هذا فإن رواية سفر التكوين متفقة مع ما ذكره ابن كثير. وقد ذكر انتقال لوط إلى سدوم في الإصحاح الثالث عشر من سفر التكوين، وذكر في الإصحاح التاسع عشر قصة إهلاك سدوم وعمورة، وفي هذا الإصحاح (وإذا أشرقت الشمس على الأرض دخل لوط إلى صوغر فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من قلب السماء وقلب تلك المدن وكل الدائرة وجميع سكان المدن ونبات الأرض ونظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح) وفي هذا الإصحاح غير ما ذكرنا من السخف والجرأة على الأنبياء ما لا يفعله إلا اليهود- عليهم لعنة الله- تجرءوا على قتل الأنبياء واتهامهم بكل نقيصة فاختلطت كتبهم بشيء من الحق مع زيف كثير.

٢ - وفي العقوبة التشريعية في الإسلام لمن يعمل عمل قوم لوط يقول ابن كثير:

«وقد ذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله: إلى أن اللائط يلقى من شاهق ويتبع بالحجارة كما فعل بقوم لوط. وذهب آخرون من العلماء إلى أنه يرجم سواء كان محصنا أو غير محصن وهو أحد قولي الشافعي رحمه الله، والحجة ما رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث الدراوردي ... عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به». وقال آخرون: هو كالزاني، فإن كان محصنا رجم وإن لم يكن محصنا جلد مائة جلدة وهو القول الآخر للشافعي، وأما إتيان النساء في الأدبار فهو اللوطية الصغرى، وهو حرام بإجماع العلماء، إلا قولا شاذا لبعض السلف، وقد ورد في النهي عنه أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولنا كلام على قصة قوم لوط وقراهم سيأتي في محله إن شاء الله.

وبعد قصة قوم لوط تأتي قصة قوم شعيب: وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً مدين تطلق على القبيلة وعلى المدينة كما سنرى. أي وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيبا ويسميه العلماء خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه وكانوا أهل بخس للمكاييل والموازين قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ دعاهم إلى الله وتوحيده وتلك دعوة كل رسول قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ أي معجزة ولم يذكر القرآن ما هي معجزته فدل ذلك على أنه ما من رسول إلا وله معجزة بها تقوم الحجة على قومه، ذكر ذلك أو لم يذكر بينت أو لم تبين فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ أي أتموهما وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ

<<  <  ج: ص:  >  >>