للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رعمسيس الثاني هو فرعون موسى؟ الأمر فيه خلاف كثير قالَ أي فرعون مجيبا للملإ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ أي سنجدد عادة قتل الأبناء ليعلموا أنا على ما كنا عليه في الغلبة والقهر، وأنهم مقهورون تحت أيدينا كما كانوا، وقتل الأبناء واستحياء النساء فيه معان خسيسة كثيرة فعليه لعنة الله وقد فعل

قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا قال لهم ذلك حين جزعوا من قول فرعون وتهديده تسلية لهم ووعدا بالنصر عليهم إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ كلها ومنها أرض مصر والشام يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ مناهم بأن يرثوا الأرض وهذا يساعد على الصبر وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ هذه بشارة لهم بأن الخاتمة المحمودة للمتقين منهم وفيه حض لهم من أجل أن يكونوا متقين

قالُوا متذمرين شاكين أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا يعنون قتل أبنائهم قبل مولد موسى إلى أن استنبئ وإعادته عليهم بعد ذلك مع أنواع أخرى من الأذى، وفيه مع التذمر استبطاء لوعد النصر قالَ عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ هذا تصريح بما رمز إليه من البشارة قبل وكشف عنه وهو إهلاك فرعون

واستخلافهم في الأرض الموعودين باستخلافها وهي الشام فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ أي فيرى الله ما يكون منكم من العمل حسنه وقبيحه وشكر النعمة وكفرانها ليجازيكم على حسب ما يوجد منكم

وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ بالقحط والجدب. وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ حتى لا تعطي أرضهم ثمارها ويحتمل أن القحط لأهل البوادي ونقص الثمرات لأهل الحواضر والأمصار لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ أي ليتعظوا فينتبهوا على أن ذلك لإصرارهم على الكفر، ولأن الناس في حال الشدة أضرع خدودا وأرق أفئدة.

فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ أي الصحة والخصب قالُوا لَنا هذِهِ أي هذه التي نستحقها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ أي جدب ومرض يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ أي يتشاءمون بهم ويقولون هذه بشؤمهم ولولا مكانهم لما أصابتنا أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ أي هو سبب خيرهم وشرهم عِنْدَ اللَّهِ أي في حكمه ومشيئته والله هو الذي يقدر ما يصيبهم من الحسنة والسيئة وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ذلك

وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ سموها آية على سبيل الاستهزاء، أو أنهم قالوا إعلانا للاستكبار، أو لأن موسى يسميها آية لِتَسْحَرَنا بِها هذا من تمام وقاحتهم وإصرارهم على أن موسى ساحر فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ أي بمصدقين

فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ يحتمل أنه ما طاف بهم وعليهم من مطر أو سيل، ويحتمل أنه الجدري، ويحتمل أنه الطاعون،

<<  <  ج: ص:  >  >>