للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن «العلمية» التي تناقض «الغيبية» جهالة من جهالات القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر. جهالة يرجع عنها العلم البشري، ذاته، ولا يبقى من يرددها في القرن العشرين الذي يهدد البشرية بالدمار، ولكنه المخطط الصهيوني الرهيب الذي يريد أن يسلب البشرية كلها قوام حياتها وصلاحها، ليسهل تطويعها لملك صهيون في نهاية المطاف والذي تردده الببغاوات هنا وهناك بينما الأوضاع التي أقامتها الصهيونية وكفلتها في أنحاء الأرض تمضي عن علم في تنفيذ المخطط الرهيب هنا وهناك.

ولأن قضية الآخرة وقضية التقوى قضيتان أساسيتان في العقيدة وفي الحياة، يحيل السباق القرآني المخاطبين الذين يتهافتون على عرض هذا الأدنى .. عرض الحياة الدنيا ..

إلى العقل: وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ .. أَفَلا تَعْقِلُونَ؟.

ولو كان العقل هو الذي يحكم الهوى .. ولو كان العلم الحق لا الجهالة التي تسمى العلم هو الذي يقضي .. لكانت الدار الآخرة خيرا من عرض هذا الأدنى. ولكانت التقوى زادا للدين والدنيا جميعا).

٢ - بمناسبة قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ، إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ. يقول صاحب الظلال: (وهو تعريض بالذين أخذ عليهم ميثاق الكتاب ودرسوا ما فيه، ثم هم لا يتمسكون بالكتاب الذي درسوه ولا يعملون به، ولا يحكمونه في تصوراتهم وحركاتهم ولا في سلوكهم وحياتهم .. غير أن الآية تبقى- من وراء ذلك التعريض- مطلقة، تعطي مدلولها كاملا، لكل جيل ولكل حالة. إن الصيغة اللفظية: «يمسكون» .. تصور مدلولا يكاد يحس ويرى .. إنها صورة القبض على الكتاب بقوة وجد وصرامة .. الصورة التي يحب الله أن يأخذ بها كتابه وما فيه .. في غير تعنت ولا تنطع ولا تزمت .. فالجد والقوة والصرامة شئ والتعنت والتنطع والتزمت شئ آخر .. إن الجد والقوة والصرامة لا تنافي اليسر ولكنها تنافي التميع ولا تنافي سعة الأفق ولكنها تنافي الاستهتار ولا تنافي مراعاة الواقع ولكنها تنافي أن يكون «الواقع» هو الحكم في شريعة الله فهو الذي يجب أن يظل محكوما بشريعة الله.

والتمسك بالكتاب في جد وقوة وصرامة، وإقامة الصلاة- أي شعائر العبادة- هما طرفا المنهج الرباني لصلاح الحياة .. والتمسك بالكتاب في هذه العبارة مقرونا إلى الشعائر يعني مدلولا معينا .. إذ يعني تحكيم هذا الكتاب في حياة الناس لإصلاح هذه الحياة،

<<  <  ج: ص:  >  >>