للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَتَوَكَّلُونَ أي يعتمدون عليه ولا يفوضون أمورهم إلى غير ربهم ولا يخشون ولا يرجون إلا إياه

الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ أي يجمعون بين أعمال القلوب من الوجل والإخلاص والتوكل وبين أعمال الجوارح من الصلاة والصدقة

أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا أي أولئك هم المؤمنون إيمانا حقا. أو أولئك هم المؤمنون إيمانا لا شك فيه ولا تردد لَهُمْ دَرَجاتٌ أي مراتب بعضها فوق بعض على قدر الأعمال عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ أي وتجاوز لسيئاتهم وَرِزْقٌ كَرِيمٌ في الجنة صاف عن كد الاكتساب وخوف الحساب

[فوائد]

١ - عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما سورة الأنفال. قال:

نزلت في بدر، رواه البخاري. وقد حدث كثير من الصحابة عن واقعة حدثت له أو لغيره في موضوع الغنائم يوم بدر وكل ذلك له علاقة في سبب نزول الآية الأولى من سورة الأنفال. وهذه مجموعة من الآثار في هذا الموضوع

ا- قال مجاهد في سبب نزولها إنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمس بعد الأربعة من الأخماس فنزلت يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ...

ب- روى الإمام أحمد عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم بدر وقتل أخي عمير قتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه، وكان يسمى ذا الكتيفة، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «اذهب فاطرحه في القبض» قال: فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي، قال فما جاوزت إلا يسيرا حتى نزلت سورة الأنفال. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذهب فخذ سلبك» وروى الإمام أحمد ... عن سعيد بن مالك قال: قلت يا رسول الله قد شفاني الله اليوم من المشركين فهب لي هذا السيف. فقال: «إن هذا السيف لا لك ولا لي، ضعه» قال: فوضعته فقلت عسى أن يعطى هذا السيف من لا يبلى بلائي قال: فإذا رجل يدعوني من ورائي قال: قلت قد أنزل الله في شيئا؟ قال كنت سألتني السيف وليس هو لي وإنه قد وهب لي فهو لك، قال: وأنزل الله هذه الآية يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ورواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال حسن صحيح. وروى الإمام أحمد ... عن أبي أمامة قال: سألت عبادة عن الأنفال فقال: فينا أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النفل وساءت فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>