للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبني نوفل، وثلاثة أسهم لليتامى، والمساكين، وابن السبيل، وأما بعده صلى الله عليه وسلم فقد أجرى أبو بكر وعمر وعثمان وعلي الخمس على ثلاثة. وسنرى الخلاف في هذا الموضوع إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ أي يوم بدر يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ أي الفريقان من المسلمين والكفار، وما أنزله الله عزّ وجل يوم التقى الجمعان هو الآيات، كالفتح، ومحاربة الملائكة، والمعنى إن كنتم تؤمنون بالله وآياته؛ فاعملوا بهذه القسمة، وارضوا بها، فالإيمان يوجب الرضا بالحكم والعمل بالعلم وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ومن ذلك قدرته على أن ينصر القليل على الكثير، كما فعل بكم يوم بدر، ثم فصل بعض ما كان يوم الفرقان، يوم بدر

إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا العدوة: شط الوادي، والدنيا: أي القربى إلى جهة المدينة وَهُمْ أي:

المشركون بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى أي البعدى عن المدينة وَالرَّكْبُ أي العير والقافلة، وهو جمع راكب أَسْفَلَ مِنْكُمْ أي في مكان أسفل من مكانكم، وقد كانوا في أسفل الوادي بثلاثة أميال وَلَوْ تَواعَدْتُمْ أي أنتم وأهل مكة، وتوافقتم بينكم على موعد تلتقون فيه للقتال لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ أي لخالف بعضكم بعضا.

إذ قد تثبطكم قلتكم، أو تثبطهم سلامة قافلتهم أو غير ذلك، فلا يتفق لكم من التلاقي ما وفقه الله وسبب له وَلكِنْ جمع بينكم بلا ميعاد لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا من إعزاز دينه، وإعلاء كلمته، أو ليقضي الله أمرا ينبغي أن يفعل، وهو نصر أوليائه، وقهر أعدائه، أوليتم أمرا كان قد أراده، وهو عز الإسلام وأهله، وذل الكفر وحزبه لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ أي: ليصدر كفر من كفر عن وضوح بينة، لا عن مخالجة شبهة؛ حتى لا يبقى له على الله حجة، ويصدر إسلام من أسلم أيضا عن يقين وعلم، بأنه دين الحق الذي يجب الدخول فيه والتمسك به وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ للأقوال وغيرها عَلِيمٌ بكل شئ ومن ذلك كفر من كفر وعقابه، وإيمان من آمن وثوابه

إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ أي في رؤياك قَلِيلًا وذلك أن الله تعالى أراه إياهم في رؤياه قليلا، فأخبر بذلك أصحابه، فكان ذلك تشجيعا لهم على عدوهم وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ أي لجبنتم وهبتم الإقدام وَلَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ أي في أمر القتال وترددتم بين الثبات والفرار وَلكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ أي عصم وأنعم بالسلامة من الفشل والتنازع والاختلاف إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ يعلم ما سيكون فيها من الجراءة والجبن، والصبر والجزع

وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ أي وإذ يبصركم إياهم إِذِ الْتَقَيْتُمْ أي وقت اللقاء فِي أَعْيُنِكُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>