للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المعنى العام]

قسم الناس في الآيات أربعة أقسام: قسم آمنوا وهاجروا. وقسم آمنوا ونصروا.

وقسم آمنوا ولم يهاجروا. وقسم كفروا ولم يؤمنوا. فبدأ بذكر المهاجرين الذين خرجوا من ديارهم وأموالهم وجاءوا لنصرة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه، وبذلوا أموالهم وأنفسهم في ذلك. وثنى بذكر الأنصار: وهم المسلمون من أهل المدينة إذ ذاك آووا إخوانهم المهاجرين في منازلهم، وواسوهم في أموالهم، ونصروا الله ورسوله بالقتال معهم، فهؤلاء قضى الله بأن بعضهم ولي بعض أي: كل منهم أحق بالآخر من كل أحد، حتى إن أحدهم ليرث الآخر، إلى أن نسخ ذلك بآيات المواريث، ثم ذكر الله الصنف الثالث من المؤمنين وهم: الذين آمنوا ولم يهاجروا، بل أقاموا في بواديهم أو في أمكنتهم التي ليست دار إسلام. فهؤلاء قضى الله أنه ليس لنا من ولايتهم من شئ، ومن ثم فليس لهم في المغانم نصيب، ولا في الخمس إلا ما حضروا فيه القتال، وكان ذلك عند ما كانت الهجرة مفروضة إلى دار الإسلام. ثم بين الله عزّ وجل أن هؤلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>