للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الثالوث المصري المؤلف من أوزوريس وإيزيس وحوريس هو قاعدة الوثنية الفرعونية، وأوزوريس يمثل (الأب) وحوريس يمثل (الابن) في هذا الثالوث، وفي علم اللاهوت الإسكندري الذي كان يدرس قبل المسيح بسنوات كثيرة «الكلمة هي الإله الثاني» ويدعى أيضا «ابن الله البكر».

والهنود كانوا يقولون بثلاثة أقانيم أو ثلاث حالات يتجلى فيها الإله: «برهما» في حالة الخلق والتكوين و «فشنو» في حالة الحفظ والقوامة و «سيفا» في حالة الإهلاك والإبادة .. وفي هذه العقيدة، أن «فشنو» هو «الابن» المنبثق والمتحول عن اللاهوتية في (برهما)! وكان الأشوريون يؤمنون بالكلمة ويسمونها (مردوخ) ويعتقدون أن مردوخ هذا هو ابن الله البكر، وكان الإغريق يقولون بالإله المثلث الأقانيم. وإذا شرع كهنتهم في تقديم الذبائح، يرشون المذبح بالماء المقدس ثلاث مرات ويأخذون البخور من المبخرة بثلاث أصابع، ويرشون المجتمعين حول المذبح بالماء المقدس ثلاث مرات إشارة إلى التثليث».

وعقد أبو زهرة في سلسلة مقارنات بين الأديان أبوابا أثبت فيها أن هناك تشابها كاملا بين الكتب الدينية الهندية- وهي الأقدم زمنا- مع عقائد النصارى بما يفيد أن النصارى الذين حرفوا وبدلوا رسالة المسيح عليه السلام نقلوا ذلك عن ديانات سابقة يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ لذلك طالب أبو زهرة النصارى أن يعيدوا النظر، وقد قارن بين نصوص الديانة البرهمية، والديانة النصرانية، وبين نصوص في الديانة البوذية، والديانة النصرانية، ونحن ننقل هاتين المقارنتين عنه وقد قدم لمقارنته بين نصوص الديانة النصرانية والبرهمية بقوله: «والقول الجملي أن الهنود يعتقدون في كرشنة ما يعتقده المسيحيون في المسيح وقد عقد صاحب كتاب «العقائد الوثنية في الديانة النصرانية» موازنة بين أقوال الهنود في كرشنة، وأقوال المسيحيين في المسيح، فتقارب الاعتقاد حتى أوشكا أن يتطابقا، وإذا كانت البرهمية أسبق من النصرانية المحرفة، فقد علم إذن المشتق والمشتق منه، والأصل وما تفرع عنه، وعلى المسيحيين أن يبحثوا عن أصل دينهم».

«ولننقل لك بعضا من هذه الموازنة على سبيل المثال وغيره يقاس عليه».

أقول: سنضع عبارة الديانة الهندية أولا ومرجعها ثم نتبعها بالعبارة النصرانية ومرجعها:

<<  <  ج: ص:  >  >>