للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كلمة في السياق]

يتألف القسم الثاني من ثلاثة مقاطع، كلها آتية في موضوع النفير والموقف منه أو القتال وما يحيط به، وقد مر معنا مقطعان وبقي مقطع واحد. والمقطع الثالث في هذا القسم، يتحدث عن ثلاثة معان رئيسية:

١ - الكينونة مع الصادقين.

٢ - وجوب النفير على الحاضر والبادي.

٣ - استثناء المتفقهة من النفير العام في بعض الأحوال.

وكل ذلك مرتبط بسياق القسم، إنه في كثير من الأحيان، يختلط الأمر على المسلم، هل يلتحق بالصف أو لا؟ وفي كثير من الأحيان، يقع المسلم في حيرة وتردد في أي جماعة يكون؟ يظهر ذلك في عصرنا كثيرا بسبب من فقدان منصب الخلافة الجامع، ولأن هذا الموضوع من الأهمية بمكان في عصرنا فسنعقد له فصلا يكون بمثابة مقدمة للمقطع الثالث.

[فصل: في الكينونة مع الصادقين]

لقد أمر الله تعالى في بداية المقطع الثالث بالكينونة مع الصادقين فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ وما أكثر الذين يدعون مقام الصادقين، ويدعون الناس إلى أنفسهم بحجة أنهم صادقون، وحتى الذين يعطلون معاني الجهاد في هذه الأمة، يزعمون أنهم صادقون، ويدعون الناس إلى أنفسهم. لقد جاء الأمر بالكينونة مع الصادقين في سياق سورة تتحدث عن الجهاد، وهذا وحده كاف لأن نعرف ارتباط صفة الصادق بموضوع الجهاد.

ولكن النصوص القرآنية لم تكتف بأن نفهم هذا الفهم من مجرد السياق، بل نصت عليه نصا، وحددت مفهوم الصادقين بما يقطع الدعاوى.

قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. فهذا نص في أن الصادقين هم الذين اجتمع لهم إيمان، وجهاد بالمال والنفس.

وقال تعالى: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ،

<<  <  ج: ص:  >  >>