للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدعا بطون قريش الأقرب ثم الأقرب فاجتمعوا فقال: «يا معشر قريش أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا تصبحكم ألستم مصدقي؟» فقالوا: ما جربنا عليك كذبا، قال:

«فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد».

ويقدم التبشير في حق المؤمنين كما كان حاله عليه الصلاة والسلام مع المؤمنين، وكمثال من الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسعد: «وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك».

٧ - قال ابن مسعود في قوله تعالى: وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ من عمل سيئة كتبت عليه سيئة، ومن عمل حسنة كتبت له عشر حسنات، فإن عوقب بالسيئة التي كان عملها في الدنيا بقيت له عشر حسنات، وإن لم يعاقب بها في الدنيا أخذ من الحسنات العشر واحدة، وبقيت له تسع حسنات، ثم يقول: هلك من غلب آحاده على أعشاره.» ابن جرير.

٨ - بمناسبة الأمر بالاستغفار نذكر هذه الأحاديث الثلاثة:

ا- عن أغر مزينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر في اليوم مائة مرة» رواه مسلم وأبو داود.

ب- في حديث رواه مسلم وأبو داود أنه صلى الله عليه وسلم قال: «توبوا إلى ربكم، فوالله إني لأتوب إلى ربي مائة مرة في اليوم».

ج- ذكر ابن عمر في حديث حسن أنه كان يعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس واحد مائة مرة «رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم».

ولنعد إلى التفسير:

أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ أي يزورون عن الحق، وينحرفون عنه، لأن من أقبل على الشئ استقبله بصدره، ومن ازور عنه وانحرف ثنى عنه صدره وطوى عنه كشحه لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أي ليطلبوا الخفاء من الله فلا يطلع رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على ازورارهم أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ أي يتغطون بها أي يريدون الاستخفاء حين يستغشون ثيابهم عند منامهم في ظلمة الليل يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ من القول وَما يُعْلِنُونَ فلا يغني استخفاؤهم، أي لا تفاوت في علمه بين إسرارهم وإعلانهم، فلا

<<  <  ج: ص:  >  >>