للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخير لنا من أن ندافع عن الناس- وهم في غير دين الله- ونتلمس لهم المعاذير، ونحاول أن نكون أرحم بهم من الله الذي يقرر دينه وحدوده! خير لنا من هذا كله أن نشرع في تعريف الناس حقيقة مدلول «دين الله» ليدخلوا فيه أو يرفضوه ..

هذا خير لنا وللناس أيضا .. خير لنا لأنه يعفينا من تبعة ضلال هؤلاء الجاهلين بهذا وخير للناس لأن مواجهتهم بحقيقة ما هم عليه- وأنهم في دين الملك لا في دين الله- قد تهزهم هزة تخرجهم من الجاهلية إلى الإسلام ومن دين الملك إلى دين الله!

كذلك فعل الرسل- عليهم صلوات الله وسلامه- وكذلك ينبغي أن يفعل الدعاة إلى الله في مواجهة الجاهلية في كل زمان ومكان .. » ولنتابع عرض القصة:

قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ أي يوسف فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ أي مقالتهم إنه سرق كأنه لم يسمعها وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً أي أنتم شر منزلة في السرقة، وكأنه أراد سرقته من أبيه وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ أي بما تقولون أو تكذبون من اتهامكم بنيامين وأخيه بالسرقة، ولما تعين أخذ بنيامين وتقرر بمقتضى اعترافهم شرعوا يترفقون له، ويعطفونه عليهم

قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً في السن فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ أي بدله يكون عندك عوضا عنه على وجه الاسترقاق أو الاسترهان، فإن أباه يتسلى به. وفي التوراة الحالية المحرفة في الإصحاح الرابع والأربعين من سفر التكوين نجد: (ثم تقدم إليه يهوذا وقال استمع يا سيدي ليتكلم عبدك كلمة في أذني سيدي. ولا يحم غضبك على عبدك. لأنك مثل فرعون. سيدي سأل عبيده قائلا هل لكم أب أو أخ فقلنا لسيدي لنا أب شيخ وابن شيخوخة صغير مات أخوه وبقي هو وحده لأمه وأبوه يحبه. فقلت لعبيدك انزلوا به إلي فأجعل نظري عليه. فقلنا لسيدي لا يقدر الغلام أن يترك أباه، وإن ترك أباه يموت.

فقلت لعبيدك إن لم ينزل أخوكم الصغير معكم لا تعودون تنظرون وجهي. فكان لما صعدنا إلى عبدك أبي أننا أخبرناه بكلام سيدي، ثم قال أبونا ارجعوا اشتروا لنا قليلا من الطعام. فقلنا لا نقدر أن ننزل وإنما إذا كان أخونا الصغير معنا ننزل. لأننا لا نقدر أن ننظر وجه الرجل وأخونا الصغير ليس معنا. فقال لنا عبدك أبي أنتم تعلمون أن امرأتي ولدت لي اثنين. فخرج الواحد من عندي وقلت إنما هو قد افترس افتراسا. ولم أنظره إلى الآن. فإن أخذتم هذا أيضا من أمام وجهي وأصابته أذية تنزلون شيبتي بشر إلى الهاوية. فالآن متى جئت إلى عبدك أبي والغلام ليس معنا ونفسه مرتبطة بنفسه يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>