للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتاب الناسخ وما يبدل وما يثبت، كل ذلك في كتاب، وقال قتادة في قوله يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ كقوله ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها الآية، وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ قال قالت كفار قريش لما نزل وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ما نرى محمدا يملك شيئا وقد فرغ الأمر، فأنزلت هذه الآية تخويفا ووعيدا لهم، إنا إن شئنا أحدثنا له من أمرنا ما شئنا ونحدث في كل رمضان فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء من أرزاق الناس ومصائبهم وما يعطيهم وما يقسم لهم، وقال الحسن البصري يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ قال من جاء أجله يذهب، ويثبت الذي هو حي يجري إلى أجله، وقد اختار هذا القول

ابن جرير رحمه الله وقوله وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ قال الحلال والحرام، وقال قتادة أي جملة الكتاب وأصله، وقال الضحاك وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ قال كتاب عند رب العالمين،

وقال سنيد بن داود حدثني معتمر عن أبيه عن يسار عن ابن عباس أنه سأل كعبا عن أم الكتاب فقال: علم الله ما هو خالق وما خلقه عاملون، ثم قال: لعله كن كتابا فكان كتابا. وقال ابن جريج عن ابن عباس وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ قال:

الذكر)

أقول: لقد رجحنا أن المراد بالآية يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ من شرائعه وَيُثْبِتُ ما يشاء منها وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ أي اللوح المحفوظ، وقد ذهب بعض علماء التوحيد أن ما يطرأ عليه المحو هو صحف الملائكة التي كتبت فيها أحداث السنة، وأما اللوح المحفوظ فلا يطرأ عليه جديد لأنه مظهر من مظاهر علم الله.

١٣ - حمل بعضهم قوله تعالى: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ أن المراد به عبد الله ابن سلام قاله مجاهد. قال ابن كثير: (وهذا القول غريب لأن هذه الآية مكية) والذين اتجهوا إلى أن المراد به عبد الله بن سلام إما أنهم جعلوا الآية مدنية، أو أنهم جعلوا إسلام عبد الله بن سلام متقدما على الهجرة إلى المدينة، والذي نرجحه ما رجحه ابن كثير من كونها عامة في كل من أسلم من اليهود والنصارى، وأنها مكية، وما يروى خلاف ذلك فليس من القوة بحيث يعتمد.

١٤ - ونختم هذه الفوائد بفائدة من حقها التقديم ولكنها أخرت لاعتقادنا أنها مهمة هذه الفائدة لها علاقة بالدعوة إلى الله والتربية، لقد رأينا أن هذه السورة أحد مضامينها الرئيسية تعليل ظاهرة الهداية والضلال، ومما قاله تعالى: وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ومن تم فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>