للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كلمة في السياق]

نلاحظ أن السورة بدأت بقوله تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى ... ثم:

وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ .... ثم: وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ ....

ثم: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ ....

وما قبل وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ ذكرت الآيتان: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ... فالآيات تعرض في سياقها العام مظاهر من نعم الله، ومظاهر من عقوبته ومحاسبته على العمل في الدنيا والآخرة.

فإذا تذكرنا أن محور السورة سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ عرفنا أن ما مرّ معنا يسير على نسق واحد مع محور السورة.

ومجيء إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ بعد الكلام عما عوقب به بنو إسرائيل إشارة إلى النعمة في إنزال هذا القرآن.

وذكر طبيعة الإنسان بعدها إشارة إلى ما يسبب الكفر بالنعمة عند الإنسان بتركه الدخول في الإسلام كله، واجتنابه اتباع خطوات الشيطان ومن هنا تعرف كيف يخدم السياق محور السورة.

فإذا تقررت النعمة، وتقررت العقوبة، وتقرر أن من نعم الله إنزال هذا القرآن، فإن سياق المجموعة يستمر ليقرّر أمورا تفصل في المحور. فلنر تفسير تتمة المجموعة:

...

مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها أي فلها ثواب الاهتداء، وعليها وبال الضلال. أي من اهتدى واتّبع الحق واقتفى أثر النبوة فإنما يحصل عاقبة ذلك- وهي العاقبة الحميدة- لنفسه، ومن ضلّ عن الحق وزاغ عن سبيل الرشاد فإنما يجني على نفسه، وإنما يعود وبال ذلك عليه وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى أي ولا يحمل أحد ذنب أحد، ولا يجني جان إلا على نفسه، أي كل نفس حاملة وزرا فإنما تحمل وزرها لا وزر نفس أخرى والوزر الثقل، والمراد به هنا الذنب وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا هذا إخبار عن عدله تعالى وأنه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام

<<  <  ج: ص:  >  >>