للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهُوَ مُؤْمِنٌ أي مصدّق لله في وعده ووعيده وإخباره، فاجتمع له إسلام الظاهر والباطن، متابعا في ذلك كله رسول الله فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً أي مقبولا عند الله مثابا عليه

كُلًّا أي كل واحد من الفريقين الذين أرادوا الدنيا والذين أرادوا الآخرة نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ أي من رزقه أي نزيدهم من عطائنا ونجعل الآنف منه مددا للسالف لا نقطعه، فنرزق المطيع والعاصي على وجه التفضّل وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً أي ممنوعا عن عباده، وإن عصوا

انْظُرْ بعين الاعتبار كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ في الدنيا في المال والجاه والسعة والكمال، فمنهم الغني والفقير وبين ذلك، والحسن والقبيح وبين ذلك. ومن يموت صغيرا ومن يعمر حتى يكون شيخا كبيرا وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا أي: ولتفاوتهم في الدار الآخرة أكبر من تفاوتهم في الدنيا، فإن منهم من يكون في أي ولتفاوتهم في الدار الآخرة أكبر من تفاوتهم في الدنيا، فإن منهم من يكون في الدركات في جهنم وسلاسلها وأغلالها، ومنهم من يكون في الدرجات العلى ونعيمها وسرورها. ثم أهل الدركات يتفاوتون فيما هم فيه، كما أن أهل الدرجات يتفاوتون فإن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض وفي الصحيحين: «إن أهل الدرجات العلى ليرون أهل عليين كما ترون الكوكب الغابر في أفق السماء»

[كلمة في السياق]

١ - بدأت المجموعة بذكر صفات للقرآن: أنّه يهدي للتي هي أقوم، وأنه يبشر وينذر، وجاءت المجموعة بتبشير وإنذار، كما جاء ما يساعد على الاهتداء بالقرآن، وجاء فيها كذلك ذكر للعوامل التي تبعد الإنسان عن الاهتداء بالقرآن.

٢ - لاحظ الصلة بين بداية المجموعة إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وبين قوله تعالى في أواخر المجموعة مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها مما يؤكد أن المجموعة تتحدث فيما تتحدث عنه عن أسباب في الهداية والضلال.

٣ - وللمجموعة صلتها بمحور السورة الذي يهدد من كفر بنعم الله، وصلة بالأمر بالدخول في الإسلام.

٤ - ومن العرض ندرك بعض الصلات بين آيات المجموعة: فاستعجال العاجلة يتنافى مع طلب الآخرة، ويتنافى مع الاهتداء بهذا القرآن، وإذ كان الاستعجال طبيعة هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>