للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«وهذا عام في الحيوانات والجمادات والنباتات، وهذا أشهر القولين، كما ثبت في صحيح البخاري عن ابن مسعود أنه قال: كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. وفي حديث أبي ذر: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم أخذ في يده حصيات فسمع لهن تسبيح كحنين النحل، وكذا في يد أبي بكر، وعمر، وعثمان، رضي الله عنهم، وهو حديث مشهور في المسانيد، وروى الإمام أحمد .... عن ابن أنس عن أبيه رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه مرّ على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل فقال: «اركبوها سالمة، ودعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق، فرب مركوبة خير من راكبها، وأكثر ذكرا لله منه» وفي سنن النسائي عن عبد الله بن عمرو قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن قتل الضفدع وقال: «نقيقها تسبيح» وقال قتادة عن عبد الله بن أبي عن عبد الله بن عمرو أن الرجل إذا قال «لا إله إلا الله» فهي كلمة الإخلاص التي لا يقبل الله من أحد عملا حتى يقولها، وإذا قال «الحمد لله» فهي كلمة الشكر التي لم يشكر الله عبد قط حتى يقولها، وإذا قال «الله أكبر» فهي تملأ ما بين السماء والأرض، وإذا قال «سبحان الله» فهي صلاة الخلائق التي لم يدع الله أحدا من خلقه إلا قرّره بالصلاة والتسبيح. وإذا قال «لا حول ولا قوة إلا بالله» قال: أسلم عبدي واستسلم. وروى الإمام أحمد ... عن عبد الله بن عمرو قال: أتى النبي صلّى الله عليه وسلّم أعرابي عليه جبة من طيالسة مكفوفة بديباج أو مزوّرة بديباج فقال: إن صاحبكم هذا يريد أن يرفع كل راع ابن راع ويضع كل فارس ابن فارس. فقام إليه النبي صلّى الله عليه وسلّم مغضبا فأخذ بمجامع جبته فاجتذبه فقال: «لا أرى عليك ثياب من يعقل» ثم رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجلس فقال: إن نوحا عليه السلام لما حضرته الوفاة دعا ابنيه فقال: إني قاصّ عليكما الوصية آمركما باثنتين وأنهاكما عن اثنتين. أنهاكما عن الشرك بالله والكبر. وآمركما بلا إله إلا الله فإن السماوات والأرض وما بينهما لو وضعت فى كفة الميزان ووضعت لا إله إلا الله في الكفة الأخرى كانت أرجح، ولو أن السموات والأرض كانتا حلقة فوضعت لا إله إلا الله عليهما لقصمتهما أو لفصمتهما، وآمركما بسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة كل شئ وبها يرزق كل شئ» ورواه الإمام أحمد أيضا ... عن الصعب بن زهير به أطول من هذا وتفرد به. وروى ابن جرير ... عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ألا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه؟ إن نوحا عليه السلام قال لابنه: يا بني آمرك أن تقول سبحان الله فإنها صلاة الخلق، وتسبيح الخلق، وبها يرزق الخلق» قال الله تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ. إسناده فيه ضعف. وقال عكرمة في

<<  <  ج: ص:  >  >>