للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والزلل. وكذلك هو في عالم الجسد ينفق طاقاته في اعتدال بلا كبت ولا شطط فيحفظه سليما معافى ويدخر طاقاته للإنتاج المثمر ومن ثم هو رحمة للمؤمنين.

وفي القرآن شفاء من العلل الاجتماعية التي تخلخل بناء الجماعات، وتذهب بسلامتها وأمنها وطمأنينتها. ومن ثم هو رحمة للمؤمنين.

وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً ... فهم لا ينتفعون بما فيه من شفاء ورحمة.

وهم في غيظ وقهر من استعلاء المؤمنين به، وهم في عنادهم وكبريائهم يشتطون في الظلم والفساد، وهم في الدنيا مغلوبون من أهل هذا القرآن. فهم خاسرون. وفي الآخرة معذبون بكفرهم به ولجاجهم في الطغيان، فهم خاسرون: وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً ... ).

٣ - وقال صاحب الظلال عند قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا:

(وليس في هذا حجر على العقل البشري أن يعمل. ولكن فيه توجيها لهذا العقل أن يعمل في حدوده في مجاله الذي يدركه. فلا جدوى في الخبط في التيه، ومن إنفاق الطاقة فيما لا يملك وسائل إدراكه. والروح غيب من غيب الله لا يدركه سواه، وسر من أسراره القدسية، أودعه هذا المخلوق البشري .. وعلم الإنسان محدود بالقياس إلى علم الله المطلق، وأسرار هذا الوجود أوسع من أن يحيط بها العقل البشري المحدود، والإنسان لا يدبر هذا الكون فطاقاته ليست شاملة، إنما وهب منها بقدر حاجته ليقوم بالخلافة في الأرض، ويحقق فيها ما شاء الله أن يحققه، في حدود علمه القليل. ولقد أبدع الإنسان في هذه الأرض ما أبدع؛ ولكنه وقف حسيرا أمام ذلك السر اللطيف- الروح- لا يدري ما هو، ولا كيف جاء، ولا كيف يذهب، ولا أين كان ولا أين يكون، إلا ما يخبر به العليم الخبير ... ).

***

<<  <  ج: ص:  >  >>