للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بين يدي المقطع]

لو عدنا إلى المقطع الأول في هذه السورة، وإلى مقدمة السورة، لوجدنا أنه قد جاء فيهما ما يلي: وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا ثمّ جاء بعد ذلك كلام عن نوح عليه السلام، وعن بني إسرائيل، ثم جاءت المجموعة الثانية هناك وبدايتها:

إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وهذا المقطع تجد فيه مجموعتين الأولى وبدايتها: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ والثانية وبدايتها وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وهكذا تجد في كلا المقطعين كلاما عن بني إسرائيل، وما أنزل عليهم، يعقبه كلام عن القرآن، وفي المقطع الأول كلام عن انحراف بني إسرائيل، وما عوقبوا به، وهاهنا كلام عن موقف فرعون من موسى عليه السلام، وما عوقب به، فتذكّر محور السورة في سورة البقرة: سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ. والملاحظ أنه في المجموعة الأولى من المقطع الأخير جاء نفس التعبير تقريبا:

فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ. لقد أنزل الله وحيا على بني إسرائيل، وهو آية بل آيات، فبدّلوا وغيّروا؛ فعاقبهم الله عقابا شديدا، وقد أنزل الله على موسى عليه السلام، وبني إسرائيل آيات، وهي نعمة كفر بها فرعون؛ فعوقب عقابا شديدا، إن صلة ذلك بمحور السورة شديد الوضوح.

<<  <  ج: ص:  >  >>