للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هم وراء السؤال عن ذي القرنين فبدأ التحقيق يكون من كتبهم، ومن خلال دراسة مستوعبة لكتبهم يصل إلى أن ذا القرنين مذكور في سفر أشعياء باللفظ نفسه، ومن خلال استعراضه لكتب اليهود كلها، ومن خلال استعراضه للمراد بذى القرنين في سفر أشعيا، يصل إلى أنّ ذا القرنين هو كورش الذى وجد في القرن السادس قبل الميلاد والذى عثر له في إيران على تمثال له قرنان وجناحان وذلك يطابق وصفه في كتب العهد القديم، ثم مضى في الدراسة فأثبت أن كل ما ذكره القرآن في حق ذي القرنين ينطبق على كورش فهو على الدين الصحيح لزرادشت، القائم على التوحيد والإيمان باليوم الآخر وعلى النية الصادقة والقول الصادق والعمل الصادق، وهو الذي توجه في الفتح نحو المشرق حتى بلغ صحراء بلخ وتوجه في الفتح نحو المغرب حتى وصل إلى بحر إيجه قريبا من إزمير، وتوجه في الفتح نحو الشمال وبنى السد الذي بقي معروفا باسمه في المكان الذي يسمى الآن بمضيق داريال والموجود الآن في جبال القوقاز، وأثبت الشيخ أبو الكلام أن كل ما ورد عن السد في القرآن ينطبق على هذا المكان، وخطأ من قال بأن السد هو السد المعروف بباب دربند أو باب الأبواب والممتد من بحر الخزر إلى سلسلة جبال القوقاز، كما خطّأ من ذهب إلى أنه سد الصين العظيم، وكتب تحقيقا نفيسا بهذه المناسبة عن يأجوج ومأجوج استشرف في هذه الدراسة كل ما ورد في الكتب اليهودية وما عرف في التاريخ وفي اللغات عن هذا الموضوع، وخلص إلى أن يأجوج ومأجوج هم التتار والمغول الذين كانت تقذف بهم منغوليا مرة بعد مرة، وأن إغلاق مضيق داريال هو الذي قطع الطريق على تحركاتهم نحو الغرب، وذكر أن آثار سدّ ذي القرنين لا زالت موجودة على نفس الوصف الذي وصفها به القرآن، بينما لا تنطبق هذه الأوصاف على أي سد حاول المفسرون أن يعتبروه هو سد ذي القرنين، ومع أننا لا نستطيع الجزم بما أوصل إليه هذا التحقيق لكنه يبقى التحقيق الأقوى في التاريخ الإسلامي حول ذي القرنين.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>