للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسلم قال: سألت زهير بن محمد عن قول الله تعالى وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا قال: ليس في الجنة ليل هم في نور أبدا ولهم مقدار الليل والنهار يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب، ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وبفتح الأبواب وبهذا الإسناد عن الوليد بن مسلم عن خليد عن الحسن البصري، وذكر أبواب الجنة فقال: أبواب يرى ظاهرها من باطنها فتكلم وتكلم فتهمهم: انفتحي انغلقي، فنفعل. وقال قتادة في قوله وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا: فيها ساعتان بكرة وعشي، ليس ثمّ ليل ولا نهار، وإنما هو ضوء ونور. وقال مجاهد: ليس بكرة ولا عشي، ولكن يؤتون به على ما كانوا يشتهون في الدنيا. وقال الحسن وقتادة وغيرهما: كانت العرب الأنعم فيهم من يتغدى ويتعشى، فنزل القرآن على ما في أنفسهم من النعيم فقال تعالى وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا وقال ابن مهدي عن حماد بن زيد عن هشام عن الحسن وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا قال: البكور يرد على العشي والعشي يرد على البكور ليس فيها ليل).

٦ - [روايات نقل ابن كثير في سبب نزول: وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ... ]

في سبب نزول قوله تعالى: وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ... ينقل ابن كثير الروايات التالية: روى الإمام أحمد ... عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لجبريل: «ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟» قال: فنزلت: وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ إلى آخر الآية. انفرد بإخراجه البخاري وقال العوفي عن ابن عباس احتبس جبرائيل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فوجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من ذلك وحزن فأتاه جبريل وقال: يا محمد وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ الآية. وقال مجاهد لبث جبريل عن محمد صلّى الله عليه وسلّم اثنتي عشرة ليلة، ويقولون أقل، فلما جاءه قال: يا جبريل لقد رثت عليّ (أي أبطأت) حتى ظن المشركون كل ظن فنزلت وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ الآية. قال وهذه الآية كالتي في الضحى وكذلك قال الضحاك بن مزاحم، وقتادة والسدي، وغير واحد أنها نزلت في احتباس جبريل، وقال الحكم بن أبان عن عكرمة قال: أبطأ جبريل النزول على النبي صلّى الله عليه وسلّم أربعين يوما ثم نزل فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ما نزلت حتى اشتقت إليك» فقال له جبريل: بل أنا كنت إليك أشوق، ولكني مأمور، فأوحى الله إلى جبريل أن قل له وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ الآية. وروى ابن أبي حاتم .... عن مجاهد قال: أبطأت الرسل على النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم أتاه جبريل فقال له: «ما حبسك يا جبريل؟» فقال له جبريل: وكيف نأتيكم وأنتم لا تقصون أظفاركم، ولا تنقون

<<  <  ج: ص:  >  >>