للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت: فقد سلمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت أم سلمة بعد: أبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه: (رسول الله صلى الله عليه وسلم)» وفي صحيح مسلم بمعناه. وأخرج الإمام أحمد وابن ماجه عن الحسين بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها وإن طال عهدها- وقال عباد: قدم عهدها- فيحدث لذلك استرجاعا إلا جدد الله عزّ وجل له عند ذلك فأعطاه مثل أجرها يوم أصيب».

وأخرج الإمام أحمد والترمذي وقال حسن غريب عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله: يا ملك الموت. قبضت ولد عبدي؟. قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده؟. قال نعم. قال: فما قال؟. قال: حمدك واسترجع. قال ابنوا له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد».

٣ - بعد الأمر بالشكر جاء الأمر بالصبر. والشكر أعلى مقامات السالكين. ولا سلوك بلا صبر. فالصبر زاد الطريق من بدايته إلى نهايته. وقد يجر الهلع والجزع وانعدام الصبر إلى الكفر والعياذ بالله وأعلى من الصبر والتسليم والرضا بقضاء الله فيما ابتلى. وقد جاء الكلام عن الذكر والشكر والصبر والصلاة بين القبلة والسعي بين الصفا والمروة مما يذكرنا بأن هذا الدين شعائر كما أنه شرائع. وخصائص نفسية كما هو أعمال بدنية. وأن لتكوين النفس ارتباطا بعمل البدن ...

٤ - يلاحظ أن الخطاب الأول للمؤمنين بصيغة: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا .... في هذه السورة جاء في سياق الحوار مع بني اسرائيل. فكان هناك بمثابة درس في سياق خطاب الآخرين، إلا أن هذه المجموعة في هذا المقطع يتوجه فيها الخطاب لأهل الإيمان بصيغة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا .. بشكل مباشر في السياق. فكأن الإيمان نما لدرجة استقلال شخصية أصحابه بعد أن أصبحوا مستقلين بقبلتهم. فأصبحوا يخاطبون بشكل مباشر. لا من خلال لفت نظر، أو إعطاء درس من خلال تصرفات الآخرين. وهذه نقطة مهمة في الدعوة والتربية:

فكثيرا ما يضطر الداعية والمربي إلى تحريك العواطف الإيمانية، من خلال لفت النظر إلى تصرفات أهل الكفر. ولكن هذا إنما يكون بمثابة علاج لقصور أو لفتور أو لمرض

<<  <  ج: ص:  >  >>