للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[التفسير]

وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ أي أوحينا إليه أن لا يأكل من الشجرة، والمعنى: وأقسم قسما لقد أمرنا أباهم آدم ووصيناه ألا يقرب من الشجرة مِنْ قَبْلُ أي من قبل وجود بنيه فخالف إلى ما نهي عنه، كما أنهم يخالفون، يعنى أن أساس أمر بني آدم على المخالفة وعرقهم راسخ فيها فليحذروا فَنَسِيَ أي نسي آدم العهد أي النهي قال النسفي: والأنبياء عليهم السلام يؤاخذون بالنسيان الذي لو تكلفوا لحفظوه وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً أي ولم نجد له قصدا في الخلاف لأمر الله، أو لم يكن آدم من أولي العزم، أو: وعد منا له عزما، دل المعنيان الأخيران على أن التكليف يحتاج إلى عزم وقوة نفس تتحمل به صراع الشهوات

وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ أي اذكر ذلك، والسجود الذي أمروا به يحتمل أنه السجود اللغوي الذي هو الخضوع والتذلل، ويحتمل أنه سجود حقيقي، وكان آدم فيه كالقبلة لضرب تعظيم له فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ الذي كان من الجن ودخل في الأمر مع الملائكة لأنه يصحبهم ويعبد الله معهم أَبى أي امتنع واستكبر

فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ أي حواء حيث لم يسجد لك ولم ير فضلك فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ أي فلا يكونن سببا لإخراجكما فَتَشْقى أي فتتعب وتعنى، وتشقى في طلب رزقك فإنك هاهنا في عيش رغيد هنئ بلا كلفة ولا مشقة وإنما قال: فتشقى ولم يقل فتشقيا مراعاة لرءوس

<<  <  ج: ص:  >  >>