للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَرْداً وَسَلاماً أي كوني ذات برد وسلام عَلى إِبْراهِيمَ أراد ابردي فيسلم منك إبراهيم

وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً أرادوا أن يكيدوه بالإحراق فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ أي المغلوبين الأسفلين، لأنهم أرادوا بنبي الله كيدا فكادهم الله ونجاه من النار فغلبوا هنالك.

وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً أي بعد أن سلمه الله من النار أخرجه من بين أظهرهم هو ولوط ابن أخيه إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ أي أرض الشام، قال النسفي: وبركتها أن أكثر الأنبياء منها، فانتشرت في العالمين آثارهم الدينية وهي أرض خصب يطيب فيها عيش الغني والفقير

وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً أي عطية وهل إسحاق ويعقوب نافلة أو أن النافلة يعقوب؟ قولان للمفسرين: قال عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم سأل واحدا فأعطاه إسحاق، وزاده يعقوب نافلة، قال النسفي:

وأعطي يعقوب نافلة أي زيادة وفضلا من غير سؤال وَكُلًّا من يعقوب وإسحاق وإبراهيم جَعَلْنا صالِحِينَ أي الجميع أهل خير وصلاح

وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً أي يقتدى بهم في الدين يَهْدُونَ بِأَمْرِنا أي يدعون إلى الله بإذنه وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وهي جميع الأفعال الصالحة وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ أي أمرناهم بها، ووفقناهم إليها وَكانُوا لَنا عابِدِينَ لا للأصنام

وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً أي حكمة: وهي ما يجب فعله من العمل، أو فصلا بين الخصوم أو نبوة وَعِلْماً أي وفقها وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ وهي قرية سدوم، وقد عدد النسفي من الخبائث التي كانت تعملها: اللواطة، والضراط، وقذف المارة بالحصى إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ أي خارجين عن طاعة الله

وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا أي في أهل رحمتنا أو في الجنة إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ دل ذلك على أن إدخاله في الرحمة، وإهلاك قومه، كان جزاء له على صلاحه

وَنُوحاً أي واذكر نوحا عليه السلام إِذْ نادى أي دعا مِنْ قَبْلُ أي من قبل هؤلاء المذكورين فَاسْتَجَبْنا لَهُ أي دعاءه فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أي المؤمنين من ولده وقومه مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ أي من الطوفان وتكذيب أهل الطغيان

وَنَصَرْناهُ أي ومنعناه ونجيناه وخلصناه منتصرا مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وأنثاهم.

[فوائد]

١ - بمناسبة الكلام عن إبراهيم عليه السلام في هذه السورة قال ابن كثير: (وما

<<  <  ج: ص:  >  >>