للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ يعني رحمة لأيوب، وتذكرة لغيره من العابدين ليصبروا كصبره فيثابوا كثوابه

وَإِسْماعِيلَ ابن إبراهيم وَإِدْرِيسَ وهو المسمى في الكتب السابقة أخنوخ، وهو بين آدم ونوح عليهما السلام وَذَا الْكِفْلِ وهو إما إلياس، أو زكريا، أو يوشع بن نون، وسمي به بمعنى أنه ذو الحظ من الله، إذ الكفل الحظ أي واذكر اسماعيل وإدريس وذا الكفل كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ أي هؤلاء المذكورون كلهم موصوفون بالصبر

وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا أي نبوتنا أو النعمة في الآخرة إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ أي ممن لا يشوب صلاحهم كدر الفساد

وَذَا النُّونِ أي واذكر صاحب الحوت، إذ النون الحوت، والمراد به يونس إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً أي مراغما لقومه ومعنى مغاضبته لقومه: أنه أغضبهم بمفارقته لخوفهم حلول العقاب عليهم عندها، ويظهر أنه برم بقومه لطول ما ذكرهم فلم يتعظوا، وأقاموا على كفرهم فراغمهم، وظن أن ذلك يسوغ حيث لم يفعله إلا غضبا لله، وبغضا للكفر وأهله، وكان عليه أن يصابر، وينتظر الإذن من الله تعالى في المهاجرة عنهم فابتلي ببطن الحوت فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ أي لن نضيق عليه فَنادى فِي الظُّلُماتِ ظلمة الليل، والبحر وبطن الحوت أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ أي لنفسي في خروجي من قومي قبل أن تأذن لي

فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ غم الزلة والوحشة والوحدة وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ إذا دعونا واستغاثوا بنا

وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ أي دعا ربه رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً أي وحيدا. سأل الله أن يرزقه ولدا يرثه في مقام النبوة، ثم رد أمره إلى الله مستسلما فقال وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ أي فإن لم ترزقني من يرثني فلا أبالي، فإنك خير وارث أي باق

فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى ولدا وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ أي جعلناها صالحة للولادة بعد العقار إِنَّهُمْ أي الأنبياء المذكورين كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ أي إنهم استحقوا الإجابة إلى طلباتهم لمبادرتهم أبواب الخير، ومسارعتهم في تحصيلها وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً أي طمعا وخوفا، أو للرغبة فينا والرهبة منا وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ أي متواضعين خائفين

وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها أي حفظته من الحلال والحرام وهي مريم عليهما السلام، أي واذكر مريم التي هذا شأنها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>