للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن هذه الصفات لا يخطئ أحد صفات أصحابها من شرق آسيا، وليس شرق آسيا محجوبا عن غربها بسد حسي حاليا، وإذن فقوله تعالى حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ يحتمل فتحهم على العالم، أو يحتمل حالة أخرى تسبق خروجهم، وهي علامة عليه، وهي أن يسيطر المسلمون عليهم، وتفتح بلادهم للمسلمين، عندئذ تكون الساعة قد قربت، فإذا أعقب ذلك ردة فعل عندهم، يخرجون بها على المسلمين، ويدمرون بلادهم حتى يصلوا إلى الشام، حيث يفنيهم الله، فإن الساعة وقتذاك تكون دانية جدا، وعلى كل الأحوال فإن التحديد الكامل لمعنى حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ يكاد يكون متعذرا في عصرنا، ومن ثم فلنعتبر هذا الموضوع في بعض جوانبه قضية غيبية (الله أعلم بها) نؤمن بكل ما ورد فيها ونترك التعيين والتحديد، ونحب هنا أن نشير إلى أن الشئ الوحيد الذي ذكره ابن كثير مما يفهم منه أن الآية مرتبطة بالفتح الحسي لسد مادي هو كلام مروي عن كعب الأحبار، خلط به كعب بين ما هو من كلام رسولنا عليه الصلاة والسلام وبين غيره، ومع أن ابن كثير يثني على كلامه هذا فإننا لا نعطيه إلا ما نعطي بقية كلامه إذا لم يكن له أصل من كتاب أو سنة، فقد دخل بسبب الثقة بكلام كعب- ولا اعتراض لنا على الثقة بشخصه- لقد دخل بسبب كلامه على كتبنا الطامات.

٤ - قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة حفظة الله ورعاه: (ويأجوج ومأجوج كل واحد من هذين اللفظين اسم لقبيل، وأمة من الناس، مسكنهم في أقصى الشرق .. قال العلامة جمال الدين القاسمي رحمه الله في تفسيره (محاسن التأويل) عند ذكرهم في سورة الكهف ١١: ٤١١٦: قال بعض المحققين: كان يوجد من وراء جبل من جبال القوقاز المعروف عند العرب بجبل قاف في إقليم داغستان: قبيلتان تسمى إحداهما: (آقوق) والثانية (ماقوق) فعربها العرب باسم يأجوج ومأجوج، وهما معروفان عند كثير من الأمم، وورد ذكرهما في كتب أهل الكتاب، ومنهما تناسل كثير من أمم الشمال والشرق في روسيا وآسيا.

أقول: مما ذكر في كتب أهل الكتاب عن يأجوج ومأجوج ما ورد في كتاب حزقيال في الإصحاح الثامن والثلاثين والإصحاح التاسع والثلاثين ومن ذلك (لذلك تنبأ يا ابن آدم وقل لجوج ... ) (وأتي بك على أرضي لكي تعرفني الأمم حين أتقدس فيك

<<  <  ج: ص:  >  >>