للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المجموعة الثانية]

وتمتد من الآية (٨) إلى نهاية الآية (١٠) وهذه هي:

[سورة الحج (٢٢): الآيات ٨ الى ١٠]

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٨) ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (٩) ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (١٠)

[التفسير]

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ أي في وجوده، أو في أسمائه أو في صفاته بغير وصفه بِغَيْرِ عِلْمٍ ضروري أو مكتسب وَلا هُدىً أي ولا هداية خاصة من الله، كأثر عن مجاهدة صحيحة وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ من الله، أي ومن الناس من يجادل في الله بلا عقل صحيح، ولا هدى إلهام صريح، ولا نقل صريح، بل بمجرد الهوى

ثانِيَ عِطْفِهِ العطف: الرقبة، والمعنى: لاويا عنقه عن طاعة الله كبرا وخيلاء، يعني: يعرض عما يدعى إليه من الحق، ويثني رقبته استنكارا واستكبارا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ هذا تعليل للمجادلة في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، أي يجادل ليضل عن دين الله لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ أي إهانة وذل لما استكبر عن آيات الله لقاه الله المذلة في الدنيا وعاقبه فيها قبل الآخرة لأنها أكبر همه ومبلغ علمه وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ أي جمع له عذاب الدارين

ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ أي السبب في عذاب الدارين هو ما قدمت نفسه من الكفر والكبر والتكذيب، وذكر اليد لأن اليد آلة الكسب وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ أي فلا يأخذ أحدا بغير ذنب، ولا يأخذ أحدا بذنب غيره، وذكر الظلام بصيغة المبالغة لاقترانه بلفظ الجمع، وهو العبيد، ولأن قليل الظلم منه مع إحاطة علمه واستغنائه كالكثير منا، وهذا الكلام يقال لهم تقريعا وتوبيخا.

<<  <  ج: ص:  >  >>