للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ وقال أبو داود في آخر كتاب الملاحم من سننه: حدثنا عمر بن عثمان حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان عن شريح بن عبيد عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إني لأرجو أن لا تعجز أمتي ربها أن يؤخرهم نصف يوم» قيل لسعد: وما نصف يوم؟ قال: خمسمائة سنة. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ قال: من الأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض. ورواه ابن جرير عن ابن يسار عن ابن مهدي، وبه قال مجاهد وعكرمة ونص عليه أحمد بن حنبل في كتاب الرد على الجهمية).

٣ - وبمناسبة قوله تعالى وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ.

أقول: إن الناس في عصرنا أصبحت لديهم تصورات واسعة حول الكون وعمره، وحول الزمن كأثر من تطور مئات العلوم، ومن ثم تجدهم يتحدثون عن كوكب، أو عن نجم بأن يومه كذا، ويقصدون بيومه الزمن، الذي تستغرقه دورته حول نفسه، وتجدهم يتحدثون عن يوم من أيام نجم أو كوكب بالأيام أو بالشهور أو بالسنين بالنسبة ليوم الكرة الأرضية، فعند ما نجد في القرآن مثل هذا النص الذي يقول وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ندرك مباشرة أن مثل هذا النص ما كان ليوجد في كتاب قبل أربعة عشر قرنا، وفي جزيرة العرب لولا أنه من عند الله المحيط علما بكل شئ والخالق لكل شئ والمنزل هذا القرآن بعلمه قال تعالى أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ ومن ثم فإنك تجد فيه آثار علم الله المحيط فالحمد لله على نعمة القرآن والإسلام.

ولننتقل إلى المقطع الثالث وهو يتكون من أربع مجموعات.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>