للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تفسير المجموعة الأولى من المقطع الثالث]

قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أي: واضح النذارة

فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أي آمنت قلوبهم وصدقوا إيمانهم بأعمالهم لَهُمْ مَغْفِرَةٌ أي لما سلف من سيئاتهم وَرِزْقٌ كَرِيمٌ أي ومجازاة حسنة على القليل من حسناتهم

وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أي سعوا في إبطال معناها بالفساد، طاعنين فيها حيث سموها سحرا وشعرا وأساطير السابقين في زعمهم، وتقديرهم؛ طامعين أن كيدهم للإسلام يتم لهم، ظانين أنهم يعجزون ربهم أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ أي النار، والجحيم هي النار الحارة، الموجعة الشديدة عذابها، ونكالها أجارنا الله منها.

[كلمة في السياق]

الصلة بين هذه الآيات الثلاث وما قبلها واضحة لأن ما قبلها ذكر فيه استعجال الذين كفروا للعذاب، فجاءت هذه الآيات آمرة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول: إنما أرسلني الله إليكم نذيرا لكم بين يدي عذاب شديد، وليس إلي من حسابكم من شئ، أمركم إلى الله إن شاء عجل لكم العذاب وإن شاء أخره لكم، ومضمون نذارتي أن من آمن وعمل صالحا فله المغفرة والجنة، ومن عاند وجحد وسعى في محاربة الإسلام فله النار.

وأما الصلة بين هذه الآيات والمحور، فمن حيث إنها تنذر من لم يعبد ويتق ولم يستجب، وتبشر من عبد واتقى واستجاب. ولنتابع التفسير:

بين أيدينا الآن مجموعة آيات هي من أكثر الآيات التي دارت حولها معارك بين المفسرين، ونحن سنعرضها كما سنفهمها، ثم نتحدث في الفوائد عن قضية الخلاف حولها.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>