للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الكفر، وفي ذكر قصة عيسى وأمه وكونهما آية، إشارة إلى نوع من خلق الحياة هو وحده دليل على وجود الله.

٥ - الآية الخامسة من الآيات الخمس هي: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ هذه الآية خدمها في المجموعة قوله تعالى يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ إذ أباحت وطالبت، فإباحة ما في الأرض يقتضي عملا صالحا، وفي قوله تعالى بعد ذلك وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ما يشير إلى أن أدب الأمة الإسلامية في كل العصور، أكل الطيبات والعمل الصالح، ثم يأتي قوله تعالى: فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ مشيرا إلى أن الحجة على الكفر قائمة، وإذا كان عند الكافرين تصور خاطئ هو ارتباط فكرة الرخاء عندهم بفكرة رضى الله فقد صحح الله لهم هذا المفهوم أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ وإذن فالمجموعة الثالثة- كسابقتها- قد خدمت محور السورة؛ ففصلت نوع تفصيل الآيات الخمس في سورة البقرة مع خدمة حيز هذه الآيات في سورة البقرة.

...

[وفي نهاية هذه الكلمة أذكر هذه الملاحظة]

في سورة البقرة ورد قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وردت هذه الآية هناك، ولم يرد مباشرة ماذا يترتب على ذلك، وفي سورة المؤمنون يرد قوله تعالى:

يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ لاحظ أن آية سورة البقرة مختومة بقوله تعالى وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وأن آية سورة المؤمنون مختومة بقوله تعالى إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وأن الأمر: كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ هو مقتضى الإباحة في قوله تعالى هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وأن الأمر وَاعْمَلُوا صالِحاً هو مقتضى الشكر على الإباحة، اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً أفلا ترى أن مجيء هذه الآية بعد ذكر المجموعة الثانية التي فصلت بعض آثار قدرة الله، وذكرت أمهات نعمه، ألا ترى أن ذلك كله مفهوم الاتصال، مفهوم الروابط!!.

...

<<  <  ج: ص:  >  >>