للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ وفي السياق القريب لقوله تعالى أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى ومن ثم نلاحظ أن قصة موسى قد وردت في السور الثلاث وأن لبني إسرائيل حظا من الذكر في السور الثلاث، يعطي المسلمين عبرا كثيرة. كما أن السور الثلاث تعمق الكثير من المعاني التي تخدم موضوع الدخول في الإسلام.

...

ومن خلال ما قدمناه تتبين لنا بعض الخصائص العريضة لهذه السور الثلاث:

١ - أن السور الثلاث تعرض لنا نماذج من آيات هذا القرآن ومعجزاته.

٢ - أن السور الثلاث تحدثنا عن نماذج من النبوات تأتي نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حلقة من حلقاتها، بل الحلقة الأخيرة فيها.

٣ - وأن السور الثلاث من خلال البيان والقدوة ستعطينا معاني عليا من الإسلام في جوانب متعددة من الحياة.

٤ - وأن القصة، وأخذ الدروس منها هي الطريقة المتبعة فيها، وذلك ينسجم مع كون آية المحور آتية بعد قصة طالوت.

...

ومع أن السور الثلاث تفصل محورا واحدا يفصل لأول مرة بسور مستقلة، فإن لكل سورة خصائصها الخاصة، ومواصفاتها الخاصة وطريقتها الخاصة، وأسلوبها الخاص، وجرسها الخاص، ومعانيها الخاصة. ومن ثم فإنك تجد في السور الثلاث من الإعجاز أنواعا من حيث صلة السور بعضها ببعض، ومن حيث كونها تفصل محورا واحدا، كل منها يفصله بشكل ولون خاصين، ولكل منها نكهة وعبير خاصان، مع التنوع في العرض والانتقاء للمعنى والروعة في اللفظ بشكل عجيب، يجل عن طوق البشر، أفلا يعقل الكافرون فيسترون جهلهم ولو بالسكوت، بدلا من أن يثرثروا مثبتين بثرثرتهم أنهم يفتقدون العقل والحس والذوق والفطرة، والتمييز بين الحق والباطل.

<<  <  ج: ص:  >  >>