للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى سؤالهم، فانفطرت تلك الصخرة التي أشاروا إليها عن ناقة عشراء، على الصفة التي وصفوها، فآمن بعضهم وكفر أكثرهم). إِنَّ فِي ذلِكَ أي فيما فعل الله بقوم صالح لَآيَةً لدلالة وعلامة على صدق الرسل في صحة رسالتهم من الله وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ مع وجود الآيات

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ومن عزته أن يقهر أعداءه والكافرين به الرَّحِيمُ ومن رحمته أن ينصر أولياءه على أعدائه.

...

[فائدة]

استدل الفقهاء بقوله تعالى: لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ على جواز المهايأة في بعض الأموال المشتركة: قال النسفي: (وهذا دليل على جواز المهايأة لأن قوله تعالى: لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ من المهايأة) قال فقهاء الحنفية:

(المهايأة جائزة استحسانا .. وتجوز في دار واحدة: بأن يسكن كل منهما طائفة، أو أحدهما علوها والآخر سفلها، ولكل واحد إجارة ما أصابه، وأخذ غلته .. ولو تهايئا في دارين، على أن يسكن كل واحد دارا جاز .... ولو تهايئا في البيت الصغير على أن يسكن هذا مدة وهذا مثلها جاز ولا تجوز في ركوب دابة ولا دابتين؛ لأن الركوب يختلف باختلاف الراكب، لأن منهم الحاذق، والجاهل، فلا تحصل المعادلة .. ولا تجوز في ثمرة الشجرة ولا في لبن الغنم وأولادها لأن ما يحصل من ذلك يتفاوت ...

وتجوز المهايأة بين مختلفي المنفعة كسكنى الدار وزرع الأرض، وكذا الحمام والدار؛ لأن كل واحد من المنفعتين يجوز استحقاقها بالمهايأة) اه. بتصرف لا يخل بالمعنى من كتاب الاختيار.

[كلمة في السياق]

وبقصة صالح عليه السلام عرض علينا ربنا عزّ وجل آية سادسة تدل على صحة رسالات رسله، وتحذر من تكذيب رسوله، وصلة ذلك كله بقوله تعالى في سورة البقرة: تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ واضحة، ولا نحب أن نقف هاهنا لأن ما مر معنا من قبل من ملاحظات، وكلمات في السياق، كاف لأن المقام واحد. فلننتقل إلى المجموعة السابعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>