للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسحورين. نفس الجواب الذي أجابت به ثمود، فالقلوب متشابهة

وَما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا فلست برسول كما تزعم وَإِنْ أي وإنه نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ أي تتعمد الكذب فيما تقوله، لا أن الله أرسلك إلينا

فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً أي قطعا مِنَ السَّماءِ أي من السحاب، أو من جهة فوق إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ أي في دعوى النبوة، وهو نفس ما قالته قريش، كما ورد في سورة الإسراء وسورة الأنفال، فقلوب الكافرين متشابهة، وألفاظهم متشابهة

قالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ أي إن الله أعلم بأعمالكم وبما تستحقون عليها من العذاب، فإن أراد أن يعاقبكم بإسقاط كسف من السماء فعل، وإن أراد عقابا آخر فإليه الحكم والمشيئة

فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قال ابن كثير: (وهذا من جنس ما سألوه من إسقاط الكسف عليهم، فإن الله سبحانه وتعالى جعل عقوبتهم أن أصابهم حر عظيم، مدة سبعة أيام، لا يكنهم منه شئ، ثم أقبلت إليهم سحابة أظلتهم، فجعلوا ينطلقون إليها يستظلون بظلها من الحر، فلما اجتمعوا كلهم تحتها، أرسل الله تعالى عليهم منها شررا من نار ولهبا ووهجا عظيما، ورجفت بهم الأرض، وجاءتهم صيحة عظيمة أزهقت أرواحهم)

إِنَّ فِي ذلِكَ أي الإهلاك لَآيَةً أي لدلالة واضحة على الله وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ مع وجود الآيات وكثرتها

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ومن عزته أن ينتقم من أعداء رسله ومكذبيهم الرَّحِيمُ ومن رحمته أنه لا يتخلى عن رسله وأوليائه، بل يصدقهم وينتقم لهم وينجيهم.

...

[فوائد]

١ - رأينا أن القول الذي اعتمده ابن كثير أن أصحاب الأيكة هم قوم مدين، ورأينا دليله. وهاهنا نحب أن ننقل الأقوال الأخرى: قال ابن كثير: (روى إسحاق بن بشر الكاهلي- وهو ضعيف- عن خصيف عن عكرمة قالا: ما بعث الله نبيا مرتين إلا شعيبا. مرة إلى مدين فأخذهم الله بالصيحة ومرة إلى أصحاب الأيكة فأخذهم الله تعالى بعذاب يوم الظلة. وروى أبو القاسم البغوي عن قتادة في قوله تعالى: وَأَصْحابَ الرَّسِّ* قوم شعيب وقوله وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ* قوم شعيب، وقاله إسحاق بن بشر. وقال غير جويبر: أصحاب الأيكة ومدين هما واحد والله أعلم. وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة شعيب من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة .. عن عبد الله

<<  <  ج: ص:  >  >>