للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمقصود منها أن تكون عذبة زلالا يسقى الحيوان والنبات والثمار منها، والبحار المالحة هي المحيطة بالأرجاء والأقطار من كل جانب والمقصود منها أن يكون ماؤها ملحا أجاجا لئلا يفسد الهواء بريحها كما قال تعالى وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ التوحيد فلا يؤمنون

أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ المضطر: الذي أحوجه مرض أو فقر أو نازلة من نوازل الدهر إلى اللجوء إلى الله، والتضرع إليه، أو المذنب إذا استغفر، أو المظلوم إذا دعا، أو من رفع يديه ولم ير لنفسه حسنة غير التوحيد، وهو منه على خطر وَيَكْشِفُ السُّوءَ أي الضر أو الجور. قال ابن كثير: أي من هو الذي لا يلجأ المضطر إلا إليه، والذي لا يكشف ضر المضرورين سواه وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أي خلفاء فيها أي يخلف قرنا لقرن قبلهم خلفا لسلف. قال النسفي: وذلك توارثهم سكناها، والتصرف فيها، قرنا بعد قرن أو أراد بالخلافة الملك والتسلط أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ أي تتذكرون تذكرا قليلا. قال ابن كثير: أي ما أقل تذكرهم فيما يرشدهم إلى الحق ويهديهم إلى الصراط المستقيم

أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ أي بما خلق من الدلائل السماوية والأرضية بالنجوم وبالعلامات الكثيرة في الليل والنهار وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أي قدام المطر أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ فإنه أعظم من أن يشرك به المشركون

أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ أي ينشؤه ثُمَّ يُعِيدُهُ قال النسفي:

وإنما قيل لهم ثُمَّ يُعِيدُهُ وهم منكرون للإعادة لأنه أزيحت علتهم بالتمكين من المعرفة والإقرار، فلم يبق لهم عذر في الإنكار وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ قال النسفي:

المطر وَالْأَرْضِ قال النسفي النبات أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ أي حجتكم على إشراككم إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ أي في دعواكم أن مع الله إلها آخر، وبهذا انتهت المجموعة الأولى.

...

[نقل]

بمناسبة قوله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ قال صاحب الظلال: (فالمضطر

<<  <  ج: ص:  >  >>