للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التفسير]

طسم تِلْكَ أي هذه آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ أي المبين خيره وبركته، أو المبين للحلال والحرام، والوعد والوعيد، والإخلاص والتوحيد، أو الواضح الجلي الكاشف عن حقائق الأمور، وعلم ما قد كان وما هو كائن

نَتْلُوا عَلَيْكَ أي نقرأ عليك. أي يقرؤه جبريل بأمرنا مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ أي نتلو عليك بعض خبرهما بِالْحَقِّ نذكر لك الأمر على ما كان عليه كأنك تشاهد وكأنك حاضر لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ أي لمن سبق في علمنا أنه مؤمن، لأن التلاوة إنما تنفع هؤلاء دون غيرهم، ومن ثم فإنهم يأخذون العبرة، وفي ذلك إشارة إلى ضرورة أخذ دروس السورة.

...

[فائدة]

في قوله تعالى: بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ إشارة إلى أن هذا هو الحق الخالص الذي يؤمن به المؤمنون بالقرآن، وذلك لأن الكتب السماوية السابقة كلها قد حرفت، كما أثبتنا في أكثر من مكان، وهذا القرآن هو الذي وضع الأمر في نصابه فيما تحدث عنه، فالمؤمن بهذا القرآن يعلم أن ما قصة هو الحق، وأن ما خالفه هو الباطل حيثما وجد سواء وجد، في كتب العهد القديم أو الجديد. أو في غير ذلك.

..

إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ أي تكبر وتجبر وطغى وجاوز الحد في الظلم، واستكبر وافتخر بنفسه، ونسي العبودية فِي الْأَرْضِ أي أرض مملكته أي الأرض التي له سلطان عليها وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً أي فرقا من أجل أن يسهل عليه استعباد الجميع على قاعدة فرق تسد، أو فرقا يشايعونه على ما يريد، ويطيعونه ولا يملك أحد منهم أن يلوي عنقه، أو فرقا مختلفة، يكرم طائفة ويهين أخرى. يكرم الأقباط، ويهين الإسرائيليين يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ هم بنو إسرائيل يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ أي يقتل الأطفال الذكور ويترك البنات أحياء للخدمة إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ أي إن القتل ظلما هو فعل المفسدين إذ لا طائل تحته.

<<  <  ج: ص:  >  >>