للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المجموعة الثالثة]

وتمتد من الآية (٥٢) إلى نهاية الآية (٥٥) وهذه هي:

[سورة القصص (٢٨): الآيات ٥٢ الى ٥٥]

الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (٥٢) وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (٥٣) أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٥٤) وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ (٥٥)

[التفسير]

الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ أي من قبل القرآن هُمْ بِهِ أي بالقرآن يُؤْمِنُونَ أي يصدقون وذلك لمعرفتهم أن هذا التوافق بين القرآن وبين الحق في الكتب السابقة لا يمكن أن يكون إلا من عند الله، ولرؤيتهم أن هذا القرآن يحتوي الخير الذي دعا إليه الرسل جميعا وزيادة

وَإِذا يُتْلى القرآن عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ أي بالقرآن إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ أي من قبل نزول القرآن مُسْلِمِينَ أي كائنين على دين الإسلام أي موحدين مخلصين لله مستجيبين له، وفي قولهم إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا تعليل للإيمان به، لأن كونه حقا من الله حقيق بأن يؤمن به

أُولئِكَ المتصفون بهذه الصفة الذين آمنوا بالكتاب الأول ثم بالثاني يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا أي بصبرهم على الإيمان بالكتب السابقة، والإيمان بالقرآن، أو بصبرهم على أذى المشركين وأهل الكتاب، أو لاستطاعتهم التخلص من أسر الاستمرار على القديم، وتجشم اتباع الحق، وما يقتضيه ذلك من قطع كل الوشائج السابقة، وربط الذات بالوشائج الجديدة وفي ذلك ما فيه مما يحتاج معه إلى الصبر

<<  <  ج: ص:  >  >>