للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أي ويدفعون بالطاعة المعصية، أو بالحلم الأذى أي لا يقابلون السيئ بمثله، ولكن يعفون ويصفحون وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ أي ومن الذي رزقهم من الحلال ينفقون على خلق الله، يدخل في ذلك النفقات الواجبة لأهليهم وأقاربهم، والزكاة المفروضة، والتطوعات المستحبة من صدقات النفل والقربات

وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أي الباطل أو الشتم من المشركين أَعْرَضُوا عَنْهُ وعن أهله فهم لا يخالطونهم ولا يعاشرونهم وَقالُوا للاغين لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ أي لكم منا أمان بألا نقابل لغوكم بمثله لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ أي لا نريد مخالطتهم وصحبتهم أي لا نريد طريق الجاهلين ولا نحبها.

...

[كلمة في السياق]

دلت هذه الآيات على الأخلاق العليا التي ينبغي أن يتحقق بها من يدخل في هذا الدين من أهل الكتاب وهي أخلاق ينبغي أن يتحقق بها كل مؤمن، وكل ذلك في سياق التأكيد على أن هذا القرآن حق، وإذ قامت الحجة مرة ومرة ومرة ومرة على أن هذا القرآن حق، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، تأتي مجموعة تخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة، وتقيم الحجة على ما يطرحه الكافرون من أفكار، وقبل أن ننتقل إلى المجموعة الرابعة.

فلننقل فوائد المجموعة الثالثة.

[فوائد]

١ - في سبب نزول المجموعة السابقة من الآيات يوجد أكثر من وجهة ذكرها ابن كثير وهذه هي:

أ- قال سعيد بن جبير نزلت في سبعين من القسيسين بعثهم النجاشي، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليهم يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ حتى ختمها، فجعلوا يبكون وأسلموا، ونزلت فيهم هذه الآية الأخرى الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ* وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>