للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بماذا يجيبون إذ لم يكن عندهم جواب فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ أي لا يسأل بعضهم بعضا عن العذر والحجة رجاء أن يكون عنده عذر وحجة لأنهم يتساوون في العجز عن الجواب

فَأَمَّا مَنْ تابَ من الشرك وَآمَنَ بربه وبما جاء من عنده وَعَمِلَ صالِحاً أي في الدنيا فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ أي يوم القيامة، وعسى من الله موجبة فإن هذا واقع بفضل الله ومنته. قال النسفي: وفيه بشارة للمسلمين على الإسلام وترغيب للكافرين على الإيمان.

...

[كلمة في السياق]

وهكذا ذكرت الفقرة الثانية بحال من يكفرون بالرسل يوم القيامة وحال المؤمنين وفي ذلك تذكير للمنصرفين عن الإيمان بالحجج الواهية كي يتوبوا ويؤمنوا ويعملوا صالحا.

ثم تأتي بعد ذلك الفقرة الثالثة ولكن بدلا من أن تأتي علامة الفقرة وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ في بدايتها فإنها تأتي في نهايتها وهذه الفقرة تذكر بحكمة الله عزّ وجل ونعمته وفي ذلك دعوة إلى التسليم لله والدخول في دينه وترك التعلات الصارفة عن الإسلام، فمن عرف عظمة الله وحكمته سلم له ودخل في دينه وتوكل عليه ولم يخف أحدا.

*** الفقرة الثالثة:

وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ فهو المتفرد بالخلق وأنه ليس له منازع ولا معقب في ذلك وَيَخْتارُ أي ما يشاء، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن. فالأمور كلها خيرها وشرها بيده ومرجعها إليه ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ أي ليس لهم أن يختاروا على الله شيئا وله الخبرة عليهم، فهو أعلم بوجوه الحكمة في أفعاله فليس لأحد من خلقه أن يختار عليه فكيف يرفضون دينه، وكيف يتركون دينه بتعلات كخوف التخطف وهو أنزله وأمر به وهو الأعلم والأحكم سُبْحانَ اللَّهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ أي الله برئ من إشراكهم وهو منزه عن أن يكون لأحد عليه اختيار

وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُ

<<  <  ج: ص:  >  >>