للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يرده مؤمن، ولكن هذا ليس من قبيل الصناعات وإنما هذا عن مشيئة رب الأرض والسموات واختياره وفعله، كما روى عن حيوة بن شريح المصري رحمه الله أنه سأله سائل فلم يكن عنده ما يعطيه، ورأى ضرورته فأخذ حصاة من الأرض، فأجالها في كفه، ثم ألقاها إلى ذلك السائل، فإذا هي ذهب أحمر، والأحاديث والآثار في هذا كثيرة جدا يطول ذكرها) أقول: ما قاله ابن كثير في شأن تحويل العناصر فيه نظر فقد أصبح بالإمكان في عصرنا تحويل العنصر إلى عنصر آخر وذلك جائز شرعا.

٣ - بمناسبة قوله تعالى: فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ قال ابن كثير: (كما ثبت في الصحيح عند البخاري من حديث الزهري عن سالم أن اباه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل يجر إزاره خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة» ثم رواه من حديث جرير بن زيد عن سالم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه، وروى الإمام أحمد عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل ممن كان قبلكم خرج في بردين أخضرين يختال فيهما، أمر الله الأرض فأخذته، فإنه ليتجلجل فيها إلى يوم القيامة». تفرد به أحمد وإسناده حسن، وروى الحافظ أبو يعلى الموصلي ... عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل ممن كان قبلكم خرج في بردين فاختال فيهما فأمر الله الأرض فأخذته فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة»

٤ - بمناسبة قوله تعالى: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً قال ابن كثير: وروى ابن جرير عن علي قال: إن الرجل ليعجبه من شراك نعله أن يكون أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل في قوله تعالى: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وهذا محمول على ما إذا أراد بذلك الفخر والتطاول على غيره، فإن ذلك مذموم، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنه أوحي إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد» وأما إذا أحب ذلك لمجرد التجمل فهذا لا بأس به، فقد ثبت أن رجلا قال: يا رسول الله إني أحب أن يكون ردائي حسنا ونعلي حسنة أفمن الكبر ذلك؟ فقال: «لا، إن الله جميل يحب الجمال»

٥ - في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ أكثر من اتجاه عند المفسرين وقد ذكرها ابن كثير وهذا كلامه (وقال السدي عن أبي صالح عن ابن عباس إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ يقول: لرادك إلى الجنة، ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>