للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا ركبوا في السفينة دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ أي كائنين في صورة من يخلص الدين لله من المؤمنين، حيث لا يذكرون إلا الله، ولا يدعون معه إلها آخر فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ وأمنوا إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ أي عادوا إلى الشرك

لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا أي لكي يكفروا، ولكي يتمتعوا. والمعنى:

يعودون إلى شركهم ليكونوا بالعود إلى شركهم كافرين بنعمة النّجاة، قاصدين التمتّع بها، والتلذّذ لا غير، على خلاف عادة المؤمنين المخلصين؛ فإنّهم يشكرون نعمة الله إذا أنجاهم، ويجعلون نعمة النجاة ذريعة إلى ازدياد الطاعة، لا إلى التلذّذ والتّمتع فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ سوء تدبيرهم عند تدميرهم.

[كلمة في السياق]

في هذه الآية إقامة حجة على المشركين من خلال موقف من مواقفهم وهم في ساعة اضطرار، كما أنّ في الآية تبكيتا لهم على تناقضهم، فالآية تضيف حجة جديدة إلى حجج التوحيد، لتصبّ في النّهاية في معنى سنراه:

...

أَوَلَمْ يَرَوْا أي المشركون أَنَّا جَعَلْنا مكة حَرَماً أي ممنوعا مصونا آمِناً أي يأمن داخله وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أي يستلبون قتلا وسبيا أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ أي أفبالشيطان والأصنام يؤمنون وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ أي وبرسول الله صلّى الله عليه وسلم وبما جاء به يكفرون!.

[كلمة في السياق]

بدأ المقطع الثاني بقوله تعالى: اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ* وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ.

ثم جاءت مجموعة أولى بدئت بقوله تعالى: وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ ....

وختمت بقوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>