للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - [كلام ابن كثير والنسفي حول قوله تعالى وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وتعليق المؤلف على ذلك]

وبمناسبة قوله تعالى: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ قال ابن كثير: (وقال علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ يقول: ولذكر الله لعباده أكبر إذا ذكروه من ذكرهم إياه. وكذا روى غير واحد عن ابن عباس وبه قال مجاهد وغيره: وروى ابن أبي حاتم عن رجل عن ابن عباس وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ قال: ذكر الله عند طعامك وعند منامك، قلت: فإن صاحبا لي في المنزل يقول غير الذي تقول، قال: وأي شئ يقول؟ قلت: قال: يقول الله تعالى فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ فلذكر الله إيانا أكبر من ذكرنا إياه، قال: صدق. وروى أيضا عن ابن عباس في قوله تعالى:

وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ قال: لها وجهان. قال: ذكر الله عند ما حزب. قال: وذكر الله إياكم أعظم من ذكركم إياه. وروى ابن جرير ... عن عبد الله بن ربيعة قال: قال لي ابن عباس هل تدري ما قوله تعالى: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ؟ قال: قلت نعم. قال:

فما هو؟ قلت: التسبيح والتحميد والتكبير في الصلاة وقراءة القرآن ونحو ذلك، قال: لقد قلت قولا عجيبا، وما هو كذلك، ولكنّه إنّما يقول ذكر الله إياكم عند ما أمر به أو نهى عنه إذا ذكرتموه أكبر من ذكركم إيّاه. وقد روي هذا من غير وجه عن ابن عباس، وروي أيضا عن ابن مسعود، وأبي الدرداء، وسلمان الفارسي وغيرهم واختاره ابن جرير).

وقال النسفي: (أي والصلاة أكبر من غيرها من الطاعات، وإنما قال ولذكر الله؛ ليستقل بالتعليل كأنه قال: والصلاة أكبر لأنها ذكر الله، وعن ابن عباس رضي الله عنهما ولذكر الله إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته، وقال ابن عطاء: ذكر الله لكم أكبر من ذكركم له الآن؛ لأن ذكره بلا علة، وذكركم مشوب بالعلل والأماني، ولأن ذكره لا يفنى، وذكركم لا يبقى، وقال سلمان: ذكر الله أكبر من كل شئ وأفضل، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير من إعطاء الذهب والفضة، وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟» قالوا وما ذاك يا رسول الله؟ قال: «ذكر الله». وسئل: أي الأعمال أفضل قال: «أن تفارق الدنيا ولسانك رطب بذكر الله» أو ذكر الله أكبر من أن تحويه أفهامكم وعقولكم، أو ذكر الله أكبر من أن تلقى معه معصية، أو ذكر الله أكبر في النهي عن الفحشاء والمنكر من غيره).

أقول: وإنني أميل إلى الظاهر في فهم الآية أن ذكر الله الدائم أثره في النهي

<<  <  ج: ص:  >  >>