للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - [حول عدم ذكر العم والخال في آية الحجاب في سورة النور أو في سورة الأحزاب]

يلاحظ أنه في آية الحجاب في سورة النور، وفي آية الحجاب في سورة الأحزاب لم يذكر اسم العم والخال من جملة المحارم. وذكرنا هناك إنهما لم يذكرا لأنّ حكمهما حكم الأب، وهو تعليل النسفي، وهناك تعليل آخر ذكره ابن كثير وهو يقتضي الاحتياط في الظهور أمام العم والخال. قال ابن كثير: (وقد سأل بعض السلف فقال: لم لم يذكر العم والخال في هاتين الآيتين؟ فأجاب عكرمة والشعبي بأنهما لم يذكرا لأنهما قد يصفان ذلك لبنيهما، روى ابن جرير ... عن الشعبي وعكرمة في قوله تعالى: لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ الآية. قلت: ما شأن العم والخال لم يذكرا؟ قال: لأنهما ينعتانها لأبنائهما، وكرها أن تضع خمارها عند خالها وعمّها).

٤ - [كلام ابن كثير بمناسبة آية إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ .. ]

بمناسبة قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً تكلم ابن كثير كلاما طويلا قال: وقد جاءت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالأمر بالصلاة عليه، وكيفية الصلاة عليه ونحن نذكر منها إن شاء الله ما تيسّر، ثمّ ذكر ابن كثير روايات كثيرة، وذكر خلالها أقوال العلماء في كثير من أحكام الصلاة والسلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وختم نقوله بذكر مسألة، وفصل، وفرع، المسألة في استحباب كتابة الصلاة عليه صلّى الله عليه وسلم أثناء الكتابة إذا ذكر اسمه صلّى الله عليه وسلم، والفصل في الصلاة على غير الأنبياء وأنها جائزة تبعا للصلاة عليه، وأما استقلالا فقد ذكر النووي أنها مكروهة تنزيها، والفرع في استحباب الجمع بين الصلاة والتسليم عليه، ونحن ذاكرون لك من هذا مختارات، وفيما بين يدي ذلك أقول: لقد ندبنا إلى الصلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلم بشكل مطلق، ويتأكّد النّدب إذا ذكر عليه الصلاة والسّلام، واعتبرها بعضهم من الواجبات، ويتأكد النّدب في ابتداء الدّعاء، وأواسطه، وخواتيمه، ويتأكّد النّدب في أن يصلي الإنسان عليه في المجلس الواحد ولو مرّة، ويتأكّد الندب في الصلاة على خلاف في ذلك في القعود الأول، وبعضهم اعتبر الصلاة عليه في القعود الثاني من الفرائض، ويستحب الجمع بين الصلاة والتسليم عليه، ونحن مقيّدون في الصلاة بالصلوات الإبراهيمية، وهي أفضل الصيغ في الصلاة عليه صلّى الله عليه وسلم، أمّا خارج الصلاة، فالصيغ الواردة كثيرة، ومن قال: اللهم صل على محمد وعلى آله وسلّم فقد أجر، وحقّق الأمر، ومن المستحبات أن يجمع الإنسان الصلاة على الآل مع الصلاة عليه صلّى الله عليه وسلم.

...

<<  <  ج: ص:  >  >>