للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كلمة في هذه الفقرة]

بين الكلام عن القتال والإنفاق صلة. لاحتياج القتال إلى مال. وقد جاءت آية الإنفاق بين آيات القتال، وآيات الحج. والحج نوع جهاد، ويحتاج إلى مال. وقد جاءت آيات القتال، وآية الإنفاق لتصفي قضية التقوى من التصورات الخاطئة- كما فعلت الآية السابقة على هذه الفقرة- ولتعطي المسلم التصورات الصحيحة عن التقوى، ولتوجهه إلى التقوى في كل حال. في سلمه وحربه. إن هناك تصورات كثيرة خاطئة تصححها هذه الآيات. منها: أن يظن الإنسان أن من التقوى ألا يقاتل، وألا يقدم إلا السلام للآخرين في كل حال.

ومنها: أن يظن الإنسان أن التقوى لا يرافقها غلبة، ولا نصر، ولا ظهور.

ومنها: أن يركن الإنسان إلى السلام، والعمل، والأمن، والحين حين جهاد. إن آيات هذه الفقرة جاءت لتصحيح ذلك كله، وتصحيح غيره. كما أنها تعطينا بيانا وهداية في شئون كثيرة.

[المعنى]

وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ: أي قاتلوا الذين يناصبونكم القتال دون من ليس من أهل المناصبة من الشيوخ، والصبيان، والرهبان، والنساء، وليكن قتالكم في سبيل الله، لا في سبيل غيره. ومن سبيل الله في القتال، أن يكون القتال لتكون كلمة الله هي العليا فقط. وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ: أي لا تعتدوا في قتالكم، بارتكاب ما نهيتم عنه في القتال، من المثلة، وقتل النساء، والصبيان، والشيوخ، الذين لا رأي لهم، ولا قتال فيهم، والرهبان وأصحاب

<<  <  ج: ص:  >  >>