للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولة منها تدمغ بالحجة، وتصدع بالبرهان في قوة وسلطان).

وقال صاحب الظلال عند قوله تعالى:

قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ. قُلِ: اللَّهُ. وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ:

(والرزق مسألة واقعة في حياتهم. ورزق السماء من مطر وحرارة وضوء ونور ..

ذلك فيما كان يعرفه المخاطبون، ووراءه كثير من الأصناف والألوان تتكشّف آنا بعد آن .. ورزق الأرض من نبات وحيوان وعيون ماء وزيوت ومعادن وكنوز .. وغيرها مما يعرفه القدامى ويتكشّف غيره على مدار الزمان .. ).

كلمة في السياق: [حول موضوع المجموعة وصلتها بالمحور وصلة آياتها ببعضها البعض]

١ - هذه الأوامر المتعاقبة لرسول الله صلّى الله عليه وسلم قررت أن الله وحده يستحق العبادة لعظمته، وأنه يستحق العبادة لإنعامه، وقررت المفاصلة بين المؤمنين والكافرين، وقررت أن الله عزّ وجل سيحكم بين الطرفين، وأن غيره ليس له معه شركة، ثم ختمت المجموعة بتبيان عموم رسالة محمد صلّى الله عليه وسلم، وفي هذا إقامة حجة على وجوب شكر الله عزّ وجل، والحذر من كفره، كما أن فيه حجة جديدة على ضرورة اليوم الآخر؛ فالحكم بين المؤمنين والكافرين، ونصرة الرسل عليهم الصلاة والسلام، وتصديقهم، كل ذلك يقتضي مجئ اليوم الآخر، ونلاحظ أنّ الآية اللاحقة هي وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ مما يشير إلى أن السياق سائر في موضوع اليوم الآخر.

٢ - وإذن فقد أكّدت هذه المجموعة معاني عظمة الله، واستحقاقه العبادة والشكر، كما أكّدت موضوع مجئ اليوم الآخر، كما حددت الآية الأخيرة منها مهمّة الرسول صلّى الله عليه وسلم بأنها الإنذار والتبشير بهذا اليوم.

٣ - لاحظ الآن الصلة بين قوله تعالى: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ... وبين قوله تعالى: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ ... قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ ... قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ...

ثم وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً هناك هجوم على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وهاهنا ردّ من رسول الله صلّى الله عليه وسلم عليهم وإقامة حجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>