للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كلمة في سورة يس ومحورها]

يلاحظ أن سورة (يس) مبدوءة بالحرفين (يا) و (س) وهذان الحرفان مفتاحان، بهما نتعرف على محل هذه السورة في السياق القرآني العام.

فلنتذكر الآن شيئا: بدأت سورة مريم بقوله تعالى: كهيعص ولاحظنا أن الحرف (ها) ورد في سورة (طه) التي هي بداية مجموعة، والحرف (يا) جاء الآن في سورة (يس)، والحرف (ع) سيأتي معنا في بداية سورة الشورى وهي بداية مجموعة، والحرف (ص) سيأتي في سورة (ص) وهي نهاية مجموعة، فالملاحظ أنّ هذه الأحرف تأتي إما في بداية مجموعة، أو في نهاية مجموعة فحرف (ها) جاء في سورة (طه) وهي بداية مجموعة. وحرف (ص) جاء في نهاية مجموعة كما سنرى.

وحرف (ع) سيأتي في بداية مجموعة كما سنرى وأن الحرف (يا) جاء في سورة (يس) التي هي نهاية مجموعتها كما سنبرهن الآن:

...

وإنما اعتمدنا أن الحرف (يا) علامة على نهاية مجموعة، وبالتالي فإن سورة (يس) نهاية المجموعة التي مرّت معنا لأسباب كثيرة:

١ - نلاحظ أن الحرف (س) ورد في بداية هذه السورة، كما ورد في الطاسينات، ونلاحظ أن خاتمة سورة (يس) هي نفس خاتمة (طسم) القصص التي هي خاتمة مجموعتها، فتلك انتهت بقوله تعالى: وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وسورة (يس) انتهت بقوله تعالى: وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ مما يشير إلى وحدة المحور.

٢ - نلاحظ أن محور (الطاسينات) جميعا هو قوله تعالى: تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. ونلاحظ أن بداية (يس) هي قوله تعالى:

يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ* إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، وهذا يؤكد أن محور (يس) هو محور الطاسينات. وكما أن الطاسينات نهاية مجموعتها فسورة (يس) نهاية مجموعتها.

٣ - نلاحظ أن جرس الطاسينات موجود في (يس) فمثلا في سورة الشعراء تتكرر كلازمة وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ* وتجد في أول سورة (يس) قوله تعالى: تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ وبالتالي فكما أن الطاسينات كانت نهاية مجموعة فإن سورة (يس) نهاية مجموعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>