للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْكافِرِينَ أي وصار من الكافرين بإباء الأمر

قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ أي بلا واسطة، أي ما منعك عن السجود امتثالا لأمري، وإعظاما لخطابي لمن خلقته بلا واسطة، وفي ذلك دليل على بطلان نظرية التطور في شأن خلق آدم عليه السلام أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ هذا استفهام إنكار. أي هل الكبر أم العلو هو الذي جعلك ترفض السجود

قالَ إبليس أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ. قال النسفي: يعني: لو كان مخلوقا من نار لما سجدت له، لأنه مخلوق مثلي فكيف أسجد لمن هو دوني؟ لأنه من طين، والنار تغلب الطين وتأكله

قالَ الله عز وجل فَاخْرُجْ مِنْها أي من الجنة أو من السموات فَإِنَّكَ رَجِيمٌ أي مرجوم أي مطرود. قال النسفي: (تكبّر إبليس أن يسجد لمن خلق من طين، وزلّ عنه أن الله أمر به ملائكته واتبعوا أمره إجلالا لخطابه، وتعظيما لأمره، فصار مرجوما ملعونا بترك أمره)

وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي أي إبعادي من كلّ الخير إِلى يَوْمِ الدِّينِ أي إلى يوم الجزاء. قال النسفي:

(ولا يظن ظانّ أن لعنته غايتها يوم الدين ثم تنقطع، لأن معناه أن عليه اللعنة في الدنيا وحدها، فإذا كان يوم الدين اقترن بها العذاب، فينقطع الانفراد أو لما كان عليه اللعنة في أوان الرحمة، فأولى أن تكون عليه في غير أوانها، وكيف تنقطع وقد قال الله تعالى:

فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ.

قالَ إبليس رَبِّ فَأَنْظِرْنِي أي فأمهلني إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ* إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ أي الوقت الذي تقع فيه النفخة الأولى، ويومه اليوم الذي وقت النفخة جزء من أجزائه ومعنى (المعلوم) أنه معلوم عند الله، معيّن لا يتقدم ولا يتأخر

قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ أقسم بعزة الله: وهي سلطانه وقهره أن يغويهم جميعا

إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ أي الذين أخلصتهم واستخلصتهم

قالَ الله عز وجل فَالْحَقُ أي الحق قسمي أو أنا الحق وَالْحَقَّ أَقُولُ أي وأقول الحق الذي هو نقيض الباطل

لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ أقسم الله عز وجل أن يملأ جهنم بإبليس وجنسه من الشياطين وأتباعه من ذرية آدم أي لأملأن جهنم من المتبوعين والتابعين أجمعين لا أترك منهم أحدا.

...

<<  <  ج: ص:  >  >>