للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثَلاثُونَ شَهْراً.

٥ - [كلام ابن كثير حول آية .. وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً .. والحكمة في ذلك]

بمناسبة قوله تعالى: حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قال ابن كثير: أي تناهى عقله، وكمل فهمه وحلمه، ويقال إنه لا يتغير غالبا عما يكون عليه ابن الأربعين، روى أبو بكر بن عياش عن القاسم بن عبد الرحمن قال قلت لمسروق:

متى يؤخذ الرجل بذنوبه؟ قال: إذا بلغت الأربعين فخذ حذرك.

وروى الحافظ أبو يعلى الموصلي عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال «العبد المسلم إذا بلغ أربعين سنة خفف الله تعالى حسابه، وإذا بلغ ستين سنة رزقه الله تعالى الإنابة إليه، وإذا بلغ سبعين سنة أحبه أهل السماء، وإذا بلغ ثمانين سنة ثبت الله تعالى حسناته ومحا سيئاته، وإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفّعه الله تعالى في أهل بيته، وكتب في السماء أسير الله في أرضه» وقد روى هذا من غير هذا الوجه وهو في مسند الإمام أحمد.

٦ - [كلام ابن كثير حول آية أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ .. ودعاء في الشكر]

بمناسبة قوله تعالى حكاية عن المؤمن الذي بلغ الأربعين أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ قال ابن كثير: (وقد روى أبو داود في سننه عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان يعلمهم أن يقولوا في التشهد «اللهم ألّف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك، مثنين بها عليك قابليها، وأتممها علينا»).

٧ - [كلام ابن كثير حول آية أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ .. ]

بمناسبة قوله تعالى أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ قال ابن كثير:

(روى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن الروح الأمين عليه الصلاة والسلام قال «يؤتى بحسنات العبد وسيئاته فيقتص

بعضها ببعض، فإن بقيت حسنة وسع الله تعالى له في الجنة» قال فدخلت على يزداد فحدث بمثل هذا قال:

قلت: فإن ذهبت الحسنة قال أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ وهكذا رواه ابن أبي حاتم عن المعتمر بن سليمان بإسناده مثله وزاد عن الروح الأمين. قال: قال الرب

<<  <  ج: ص:  >  >>