للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكرنا في كتابنا (من أجل خطوة إلى الأمام) مجموعة ملاحظات حول نصوص أسفار العهد القديم، والجديد تنفي الثقة بثبوت ما في هذه الأسفار، سواء في ذلك الملاحظات العلمية، أو الملاحظات في الدلالة على أن هذه النصوص كتبت بعد آجال طويلة بلا سند معروف متصل إلى غير ذلك، وهذا وأمثاله يبين لنا أنه قد حدث التحريف والتبديل بسبب الغفلة والنسيان، فضلا عن التحريف والتبديل المتعمدين في هذه الأسفار، ولذلك فالنقل عنهما ليس لإثبات حجة بل إما لنقض الخطأ أو للاستئناس. ومن الأخطاء التي وقع فيها نساخ هذه الأسفار أن حادثة امتحان طالوت لجنده أثناء عبور النهر تنسب في هذه الأسفار إلى جدعون ولا يروونها عن طالوت فإما أن الحادثة تكررت وإما أن هناك خطا في النسبة:

في سفر القضاء «وقال الرب لجدعون كل من يلغ بلسانه من الماء كما يلغ الكلب فأوقفه وحده، وكذا كل من جثا على ركبتيه للشرب. وكان عدد الذين ولغوا بيدهم إلى فمهم ثلاثمائة رجل، وأما باقي الشعب جميعا فجثوا على ركبهم لشرب الماء، فقال الرب لجدعون: بالثلاث مائة الرجل الذين ولغوا أخلصكم .... وأمسك الثلاث مائة رجل» إن هذه الحادثة إما أنها تكررت في حياة بني إسرائيل مرة في زمن جدعون ومرة في زمن طالوت، أو أن النساخ غلطوا لتقادم العهد بين الحوادث والنسخ.

إن قصة طالوت وجالوت مذكورة في سفري صموئيل الأول والثاني من أسفار العهد القديم، ولا نطمع أن نجد في السفرين كثيرا من الصواب، ولكن فيهما من الصواب ما دلنا عليه القرآن، وفيهما من الخطأ ما دلنا عليه القرآن، وفيهما ما سوى ذلك مما يسعنا السكوت عنه. ومما في هذين السفرين:

«وكان تابوت الله في بلاد الفلسطينيين سبعة أشهر».

«وكان من يوم جلوس التابوت في قرية يعاريم أن المدة طالت وكانت عشرين سنة».

«فاجتمع كل شيوخ إسرائيل وجاءوا إلى صموئيل إلى الرامة وقالوا له:

..... اجعل لنا ملكا يقضي لنا كسائر الشعوب».

«وكان رجل من بنيامين اسمه قيس بن .... وكان له ابن اسمه شاؤل شاب حسن ولم يكن رجل في بني إسرائيل أحسن منه، كتفه فما فوق كان أطول من كل الشعب».

«فوقف بين الشعب فكان أطول من كل الشعب من كتفه فما فوق، فقال صموئيل

<<  <  ج: ص:  >  >>