للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظُّلُماتِ أي: يخرجونهم من نور الفطرة، والعقل، والإسلام، إلى ظلمات الشك، والشبهة، والشهوة. أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ: خلودا أبديا.

[فوائد]

١ - في كتابنا (جند الله ثقافة وأخلاقا) ذكرنا أن الخروج من الظلمات إلى النور، لا يكون إلا بالله، أخذا من هذه الآية. وذلك بصلاة الله وملائكته علينا، أخذا من قوله تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ (سورة الأحزاب) وقلنا هناك: إن علينا أن نعمل ما يستدعي صلاة الله وملائكته علينا من الأعمال التي وردت في الكتاب، أو السنة بأنها تستدعي ذلك. كالصبر، والاسترجاع، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحبس النفس بعد الصلاة، والإنفاق في سبيل الله.

٢ - قلنا إن الفقرة الأولى من هذا المقطع مبدوءة بالأمر بالإنفاق، ومنتهية بالحض على الإنفاق. ويتوسط فيها كلام عن الله، وأدلة اليوم الآخر، لصلة ذلك بالإنفاق. وقد رأينا آية الكرسي تحدثنا عن الله، وهي مبدوءة بكلمة: (الله) وكذلك هذه الآية وبين ذلك آية لا إكراه. فماذا نستطيع أن نضيف هنا حول السياق؟.

ا- إن الآية السابقة نهتنا عن الإكراه، وحضتنا على الكفر بالطاغوت والإيمان بالله.

وهذه الآية تبشرنا أن إرادة ذلك توصلنا إلى الهدى. وإذ كان الهدى متوقفا على الإرادة، فذلك حكمة النهي عن الإكراه على الإسلام.

ب- رأينا أن الكمال في الكلام عن الله، وصفاته العليا في آية الكرسي، دليل على أن هذا الكتاب حق من عند الله، فهو دليل إذن على الله أصلا. والآية هذه تدلنا على الله من خلال توفيقه مريدي الإيمان إلى الإيمان، وتسليطه الشياطين على مريدي الكفر، فيضلونهم.

ج- وإذا كان الله ولي الذين آمنوا .. أفلا ينبغي أن يبذل هؤلاء المؤمنون أموالهم في سبيله جل جلاله. وإذا كان ربنا كذلك .. أفلا ينبغي أن ندخل في الإسلام كله، ونقيم شرائعه كلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>