للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَعْيَكُمْ لَشَتَّى هذا جواب القسم، والمعنى: إن عملكم لمختلف. قال ابن كثير:

أي: أعمال العباد التي اكتسبوها متضادة أيضا، ومتخالفة فمن فاعل خيرا ومن فاعل شرا. قال النسفي: وبيان الاختلاف فيما فصل على أثره

فَأَمَّا مَنْ أَعْطى أي:

حقوق ماله وَاتَّقى ربه فاجتنب محارمه، وأدى ما افترض. قال ابن كثير: أي:

أعطى ما أمر بإخراجه واتقى الله في أمره

وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى قال النسفي: (أي:

بالملة الحسنى. وهي ملة الإسلام، أو بالمثوبة الحسنى وهي الجنة، أو بالكلمة الحسنى وهي لا إله إلا الله)

فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى قال النسفي: (أي: فسنهيئه للملة اليسرى، وهي العمل بما يرضاه ربه). قال ابن كثير: قال بعض السلف: من ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ومن جزاء السيئة السيئة بعدها. ولهذا قال تعالى:

وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ بماله وَاسْتَغْنى عن ربه فلم يتقه، أو استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم العقبى

وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى قال ابن كثير: أي: بالجزاء في الدار الآخرة. وقال النسفي: (أي: بالإسلام أو الجنة)

فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى. قال النسفي: (أي:

للخلة المؤدية إلى النار فتكون الطاعة أعز شئ عليه وأشد، أو سمى طريقة الخير باليسرى؛ لأن عاقبتها اليسر، وطريقة الشر بالعسرى، لأن عاقبتها العسر أو أراد بها طريقي الجنة والنار)

وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى أي: وما ينفعه ماله إذا هلك أو تردى في القبر أو في جهنم أي: سقط.

[كلمة في السياق]

١ - عرفنا من الفقرة أن العطاء والتقوى والتصديق بالجنة جزاؤه التيسير للخير والجنة، وأن البخل والاستغناء عن الله عزّ وجل، والتكذيب بالجنة، جزاؤه التيسير في طريق الشر والنار، وأن هذا أو هذا هو السبب الأصيل في اختلاف أعمال العباد، وعلى هذا فبداية السير إلى الله عزّ وجل الإنفاق والتقوى والإيمان. ولذلك صلته بمحور السورة: الم* ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.

كما نعلم أن بداية السير في طريق الكفر هو البخل والاستغناء عن الله عزّ وجل والتكذيب بالجنة ولذلك صلته بمحور السورة من سورة البقرة: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ* خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى

<<  <  ج: ص:  >  >>